يا حياة كوني الحياة

تم نشره الأحد 13 أيلول / سبتمبر 2015 01:15 صباحاً
يا حياة كوني الحياة
د. ديمة طارق طهبوب

كتاب وحدث أثّرا في تكوين فكري السياسي، أما الكتاب فتحرير المرأة في عصر الرسالة للدكتور عبد الحليم أبوشقة، وفيه تتبع فريد لأدوار المرأة في الاسلام، وأما الحدث فقيام الحركة الاسلامية بترشيح امرأة هي الدكتورة حياة المسيمي للبرلمان الأردني، يومها رأيت أن الخط الفاصل بين المجد القديم في إعلاء شأن المرأة ودورها قد اتصل بالحاضر وأن الاسلاميين قاموا بتلك الخطوة المعجزة ملقين بضلالات العادات والتقاليد التي لا أصل لها خلف ظهورهم، أما النموذج الذي قدموه فأحسنت المثل وضربت القدوة وشقت لنفسها مكانا وبصمة لوحدها غير مستظلة بظل الرجال من زملائها على فضلهم،

واليوم والحركة الاسلامية في الأردن تتعرض للتضييق، بأخطاء وتقصير من الداخل تم استثماره وتضخيمه من الحكومة لاستهداف الحركة ومؤسساتها بشكل غير مسبوق، أجد لزاما علي مخاطبة الدكتورة حياة في العلن، فالبرغم ان رقمها الشخصي في قائمتي المفضلة وخطها واياي متصل وساخن دائما حتى كتابة هذه السطور، الا أن مخاطبة الذوات السياسية في الاحداث الجلل والأمور العظيمة حين تعظم المسؤولية ويجب اتخاذ موقف وإبداء رأي، تكون عامة وعلى الملأ نخاطب فيها مكانة ودور الشخص.

سيدتي الجليلة

من باب الذكرى للمؤمنين التي لا تخفى عليك فالدين أعطى للمرأة دور المبادرة والمشاركة الفعالة في كل مفاصل تشكيل الدولة الاسلامية، وكان دورها اصيلا لا اضطراريا ولا تزويقا ولا كآخر الخيارات، فحملت الصحابيات ألقاب السفيرات ومدح الرسول صل الله عليه وسلم منطقهن وكلامهن ورافقن الجيوش ممرضات فأصبحن جنودا وحيدات في الميدان وبُشرن بركوب البحر من الاوائل، والناس في جزيرة العرب ما يعرفون البحر الا بالاسم، وهاجرن وتاجرن ووجودهن في كل ذلك لم يكن فقط وجود الدور الطبيعي بالانجاب والتربية، وانما وجود شهادة المرحلة وصناعتها والتأثير فيها واعطاء النموذج للنساء من بعدهن، كل ذلك كان بإقرار المصطفى الذي أطلق كوامن نفوس بنات حواء حتى سابقن الرجال او سابقنه عليه الصلاة والسلام الى استفتاح حلق ابواب الجنة كما جاء في الحديث.

من هذه القاعدة العظيمة الراسخة انطلق في مطالبتي ان يكون لنساء الحركة الاسلامية، من خلالك وقيادات العمل النسائي الاسلامي الأردني، موقف رائد ومتقدم في ظل الأزمة الحالية التي تعصف بالحركة الاسلامية الاردنية، الحركة التي غرست جدورها مع بدايات الأردن، موقف مبادرة لا انتظار فيه لما ستنجلي عنه سياسة الرجال، نجاحا او اخفاقا، في الانقاذ اوالتضحية بدعوة، لا يتقدمون فيها على النساء لا في فترات اليسر ولا العسر، فالمرأة الاردنية في الحركة الاسلامية قدمت نموذج المبادرة في نشر الدعوة وتحول وجه الاردن عودة الى الحجاب والستر بعد فترة من التغريب لفت الوطن العربي بأكمله، وصبرن زوجات وأمهات يوم امتحن الرجال بالسجن والتضييق وكن جزءا اصيلا من النجاح في الامتحان، واقتحمن كل ميادين العمل وخدمة الوطن وحصلن الشهادات وامتلكن المهارات، فلم يعد بالامكان وضع هذه الكتلة المميزة والمعطاءة والمنتمية الى الوطن والشعب والحركة الاسلامية الاردنية في مقاعد الاحتياط في انتظار الدخان الابيض لمداولات الرجال، الذين حتى مع اخلاصهم، أوصلوا الحركة وتاريخها ومنجزاتها الى نقطة اللاعودة، وربما التصفية ان لم يتدارك الامر عقلاء القوم.

ليس تحيزا لجنس على جنس فالكفاءة والقبول عند الله للعمل، ولكن من خلال تجربتي المتواضعة فالنساء يتقن فن التجميع والالتقاء وتحييد الاعتبارات الشخصية والمكاسب، وهذا الموقف يحتاج الى تدخل من لا ناقة له ولا جمل سوى الفكرة والفكرة لا غير، ومن لم تفسده الاستقطابات والتجاذبات والتراشق!

ان سنوات وتضحيات أمضتها وقدمتها النساء في الحركة الإسلامية لتملي عليهن أمام الله اولا موقفا حاسما، وتوسع لهن مكانا فسيحا ودورا اساسيا برغم من رضي او لم يرض!

يا أم خالد جزاك الله مغفرة كوني قدوة لكل من ينتظرن وينتظرون منك موقفا فصلا يعبر عن كثير من النساء الصامتات اللواتي ذقن ذرعا وأسى بما وصلت اليه أوضاع الحركة الاسلامية.

يا حياة قولي لهم إننا لا نقفز عن السفينة ولو كانت تغرق، ولكننا لن ننتظر ان تغرق تماما بل سنأخذ على يد الخارقين.

كان من عادة إخواننا الشركس ان المرأة اذا ألقت منديلها توقف الرجال عن القتال احتراما لها، وفي جعبتك وجعبة نساء الاردن من الحركة الإسلامية ما هو أكثر من المناديل بكثير.

يا أم خالد ننتظر منك ومن قيادات العمل النسائي مبادرة توقف الاستنزاف وتعيد اللحمة لا نثبت فيها معاوية او نخلع عليا وانما ننتصر فيها للفكرة والثوابت لا الأشخاص.

لقد آن لبنات أم سلمة أن يقلن كلمتهن وأن يعتد برأيهن ويُعمل به.

يا حياة كوني الحياة.

(السبيل 2015-09-13)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات