وتستمر الأزمة السورية

«داعش» و «النصرة» في يوم واحد تمكنتا من انتزاع مطارين مهمين في كل من إدلب ودير الزور كما ان دمشق أصبحت في مرمى القصف.
هذا يدل على تضعضع في قدرات جيش الاسد وحلفائه الميدانيين «ايران وحزب الله»، واذا ما تفاقمت الامور فقد نشهد سقوط لبشار ودمشق وبالتالي دخول المشهد السوري الى مرحلة تعقيدات «حسابات السرايا والقرايا».
روسيا والولايات المتحدة تدركان خطر هذه التطورات على مصالحهما، ومن هنا جاء التدخل الروسي العسكري المباشر ليعيد التوازن في الميدان، وقد صاحبه صمت او قل موافقة أمريكية ضمنية.
روسيا بموقفها الحالي تثبت ان مصالحها في سوريا استراتيجية وانها ماضية في شوط الدفاع عن نظام بشار الى آخر المشوار؛ وهذا مدعاة لاعادة فهم المعطيات والتخلي عن الاحلام.
أوروبا من جهتها تبدو استسلمت للدور الروسي وترغب بتورطها، لكنها بالمقابل لا تمانع ببقاء بشار الاسد لاسيما ان تدفق اللاجئين شكل تطورا مفاجئا قد يسمح لها بسرعة إعادة النظر بمواقفها.
الاقليم واقصد هنا السعودية باتت تدرك حجم التغير السياسي في عواصم العالم؛ لذلك نراها ألقت بثقلها في الميدان السوري وهذا يفسر انتصارات المعارضة ومبادراتها الكبيرة.
القصة عقدة وقابلة لكل التفسيرات، وقد تخضع في اي لحظة لتبدلات غير متوقعة، فقد عودنا المشهد السوري على تعقيداته وسلاسته بنفس الوقت.
أنا شخصيا لا أرى أفق حل في سوريا فالعواصم كلها تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه، واستنزاف المنطقة الى آخر سوري وهذا أشد إيلاما من اي فرضية حتى لو كانت قاسية.
(السبيل 2015-09-13)