لا دولة ولا دولتان

ذكرني مقال الزميل العزيز اسماعيل الشريف في الدستور امس بعنوان «حل الدولة الواحدة» بالفنان الشعبي احمد عدوية واشهر أغانيه «السح الدح امبوه الواد طالع لابوه»، فقد تناول فيه رجل الاعمال طارق نجل محمود عباس كونه يمثل جيلا من الشباب الفلسطيني الذين اغلبهم مع دولة واحدة بهويتين بعكس جيل قيادة السلطة الذي يريد حل الدولتين وان عباس الذي تجاوز الثمانين ويريد الاعتزال فشل بالامر، وما يقوله الزميل الشريف صحيح تماما، والصحيح اكثر من ذلك انه في القاموس الصهيوني لا يوجد دولة فلسطينية وانما يهودية فقط، بما يعني فشلا جديدا لحل يمثله او يقترحه طارق عباس رغم بؤسه واختزاله لحقوق شعبه بمواطنة اسرائيلية من الدرجة الثالثة.
الذين لم يهاجروا من فلسطين بعد النكبة يطلق عليهم اليوم عرب 48، والذين غادروها اطلق عليهم اسم اللاجئين. وبعد النكسة اطلق على من غادروا الضفة الغربية اسم النازحين ليستقر اسم الفلسطيني على من بقوا فيها، وهؤلاء الان هم الذين يجري الحديث عنهم وتتحدث باسمهم سلطة رام الله، والامر كما هو عليه يسقط حق العودة للاجئين ولا يفتح شهية لعودة النازحين، وهو بذات الوقت يغري الاجهزة الاسرائيلية لتوسعة مفهوم يهودية الدولة لفرض افراغها من عرب 48. والغريب المكرس بعد النكبة والنكسة ان سكان غزة يحملون لقب غزاوي اكثر من فلسطيني، ان في القطاع او خارجه، والحال كله صناعة اسرائيلية.
التنازلات التي قدمها الفلسطينيون للاسرائيليين منذ اوسلو وما زالت تقدم مجانا لهم شجعت الحكومات اليهودية على الاستمرار في سياساتها التي اساسها عدم اعطاء مجرد حق واحد للشعب الفلسطيني، وقد راهنت على الزمن طوال سبعة عقود مضت لتصفية الحقوق الفلسطينية وما زالت تفعل، وهي التي تشجع طرح الحلول المبتكرة والمبادرات كفكرة الدولة الواحدة ليمر وقت جديد يعزز عامل الزمن، ومن جهة اخرى لمحوا الثوابت التاريخية التي اقرها الفلسطينيون لما كان لهم حساب يحسب وهي اقامة دولتهم المستقلة فوق ترابهم الوطني وعاصمتها القدس والتمسك بحق العودة.
(السبيل 2015-09-14)