الأقصى وحده

اقتحم فجر أمس الأحد 50 مستوطنًا إسرائيليًا المسجد الأقصى المبارك، برفقة وزير الزراعة «أوري أرئيل»، وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز، تجاه المرابطين ما أسفر عن اصابة الكثير منهم.
الاقتحام ليس بالجديد لكنه يذكرنا فقط بأن الاقصى يقف وحده في مواجهة هجمة ممنهجة هدفها واضح المعالم وستقود الى تغيير هويته تحت عناوين مكانية وزمانية مختلفة.
باعتقادي ان اسرائيل تحقق اهدافها، فخطتها تسير على ما يرام حيث كل المخططات التي رسمت ملتزمة بأزمانها وهذا طبيعي في ظل قناعتها انها تسرح وتمرح دون رادع.
نعم هذا الاعتداء وما سبقة وما سيليه يثبت أن الاقصى وحده في المعركة ولا يملك من القوة الا بعض المرابطين القادرين على احداث الجلبة.
المنطقة منشغلة بظروفها المرتبكة والدول المركزية إما مصابة بجروح ونزيف او منشغلة بالجروح والنزيف، وهذا يجعل القضية الفلسطينية تتراجع في سلم اولويات الاقليم.
هذا التراجع استغلته اسرائيل على احسن وجه، فقد صنعت من القدس مسرحا لها تصول وتجول فيه دون قلق فلا يوجد من يصرخ او يدين او يملك حتى قلة الحيلة.
الواقع الفلسطيني شجعها اكثر فسلطة رام الله عاجزة والمقاومة اكثر حيرة والمشروع الوطني الفلسطيني منقسم الى الحد الذي يقدم كل الدعم لاسرائيل.
كل ما في المعطيات مظلمة وتساعد على هدم الاقصى، وهذا يجعلني اؤكد أن القدس اليوم وحيدة تخلى عنها الجميع وفي ذلك وصمة عار نتمنى ان يتم استدراكها.
(السبيل 2015-09-14)