عودة الصخر الزيتي

في الأخبار أن شركة العطارات للطاقة سوف تشرع خلال بضعة أشهر ببناء محطة كبرى لتوليد الكهرباء من الصخر الزيتي، بعد أن حصلت على تمويل صيني لغاية 7ر1 مليار دولار.

وكان قد قيل لنا مراراً أن الصخر الزيتي غير مجدِ إذا كان سعر البرميل عالمياً تحت مستوى 70 دولارا، وهو الآن تحت مستوى 50 دولارا، ومع ذلك فإن الشركة المتخصصة وجهات التمويل الصينية لديها من الأسباب ما يجعلها تعتقد بأن المشروع مجدِ.

يذكر أن مرحلة إنشاء محطة توليد الكهرباء من الصخر الزيتي سوف تستغرق أربع سنوات قبل أن تبدأ المحطة بإنتاج ُخمس حاجة الأردن من الكهرباء، وإنها ستبيع الطاقة إلى الحكومة بسعر يقل عن نصف كلفة الكهرباء الراهنة. وإذا لم يكن هذا كافياً فإن الشركة ستدفع رسوم تعدين عن كل طن من الصخر الزيتي تستخرجه وتستعمله في توليد الطاقة.

ربما تكون تقديرات الشركة قد ُبنيت على أساس المراهنة على المستقبل، فليس من المنتظر أن يظل سعر البترول بهذا الرخص بعد أربع سنوات عندما يبدأ إنتاج الشركة.

وإذا كانت أسعار البترول العالمية مرشحة للارتفاع فإن كلفة الصخر الزيتي ثابتة ولا تزيد عن دولارين للطن كرسوم تعدين مما يعني أن مرور الزمن سوف يعمل لصالح الشركة.

يذكر أن إنتاج الكهرباء حالياً يكلف حوالي 16 قرشاً لكيلو وات ساعة، وأن شركات الطاقة المتجددة من الشمس والرياح تعهدت ببيع الكيلو للحكومة بسعر ثابت هو 12 قرشاً، في حين أن كهرباء الصخر الزيتي ستباع إلى الحكومة بحوالي سبعة قروش.

تقول مصادر الشركة أن إنشاء المحطة سوف يوفر 350 مليون دينار سنوياً من المستوردات النفطية ويولد 1500 فرصة عمل، فضلاً عن النتائج الإيجابية غير المباشرة على مجمل الاقتصاد الوطني.

هناك مقولات عديدة راسخة في الدوائر الاقتصادية تعتبر من المسلمات مع أنه ليس لها أساس من الصحة. ومنها الإدعاء بعدم جدوى الصناعات التي تقوم على الصخر الزيتي عندما يقل سعر البرميل عالمياً عن 70 دولاراً، علماً بأن حد الجدوى المزعوم هذا متحرك، يرتفع وينخفض مع تطورات أسعار البترول العالمية، والهدف هو تثبيط همة المستثمرين في الصخر الزيتي.

(الرأي 2015-09-20)