شهداء الأمن العام

أن يقدم جهاز الامن العام مزيدا من الشهداء للوطن فالأمر طبيعي ومتوقع ولا يخرج عن طبيعة عمله التي تتطلب ملاحقة الجريمة ودفع كلفة ذلك. لكن حين يقدم الجهاز شهيدين «الوكيل خالد بني مفرج والعريف محمد عطا سلامة»، فاللحظة تستدعي قراءة الاسباب واعادة تعريف حجم التعدي على هيبة الدولة.
أحد الشهداء وهو الوكيل خالد بني مفرج من مرتبات البحث الجنائي اشتبه بأحدهم فاقترب منه فإذا برصاصات تنطلق لنخسر شهيدا له عائلة من قبل «أزعر» تمادى بسبب ظروف موضوعية.
أما العريف الشهيد محمد عطا سلامة فقد قضى في ملاحقة مع مهربي مخدرات اعتدنا جراءتهم على القتل واستهداف كل من يقف في طريقهم.
هذان الشابان يدفعان اليوم ثمن الانفلات والتعدي على هيبة الدولة الذي تسببت به الحكومات في السنوات الاخيرة فقد عشنا اياما صعبة تخلت فيها الدولة عن هيبتها.
جهاز الامن العام مطالب بالكثير في ظل ذلك وهو يخوض معركة واجباته في ظروف اكثر تعقيدا وفي ظل كلفة كبيرة ناجمة عن بيئة اكثر خطورة.
مع ذلك هي معركة الواجب ومعركتنا جميعا التي يجب أن نخوضها بصبر ومسؤولية وانا اقصد هنا ألا ندافع عن تاجر المخدرات ولا عن الزعران والسرسية مهما بلغت درجة قرابتهم فينا.
الأمن وحده لا يكفي كي نستعيد هيبة الدولة، فهناك واجب كبير على المجتمع وعلى الاعلام وعلى مجلس النواب التشريعي، فالتكاتف مطلوب بشدة في هذه اللحظات العصيبة.
(السبيل 2015-09-23)