كل عام والخروف بخير

الله اعلم إن كان هناك من سيقرأ مقالتي هذه. والسبب أن الجميع سوف ينشغلون بمطاردة» الخرفان»،وسن السكاكين، ومناقشة اللحامين،حول «الكرشة» و»اللّيّة» و»الجاعد» لمن سيؤول. وهذه مشكلة بحد ذاتها» الجاعد للي قاعد». ومين اللي قاعد؟ شيخ المسجد اخبرنا ان صلاة العيد، ستكون في المسجد لأن الساحة التي اعتدنا الصلاة فيها، يتم حفرها وإعدادها لتكون ملعبا و»استادا» لبطولة العالم للسيدات التي تحتضنها المملكة عام 2016. لكن المناسبة التي لن يحتفل بها احد سوى المعنيين، وهي مصادفة «عيد الأضحى» مع «عيد ميلاد» الزميلة رنا حداد. وبالطبع سيكون هذا اليوم «عطلة» بل وتشاء الاقدار ان يصادف عيد ميلاد «أم نور» «عيد». «هابي بيرث دي» اختنا العزيزة رنا حداد. ربما كنتُ من أكثر الناس استفادة من اول يوم العيد، فبعد ان انتهي من المعايدات الأهلية ،و»الولايا» غير المتحدة، أنكفىء على نفسي واتوحّد مع كتبي واغرق بالمطالعة المكثّفة حتى أتعب وانعس وانام مثل البعير على الكنبة. اللحمة هي الابرز في عيد الاضحى، وكنتُ اود لو «أضحّي»، فاشتري «خاروفا»،لولا «عُسر الحال» الذي جعلني أُرجىء الموضوع الى زمن آخر. يا رب احسب ذلك في ميزان حسناتي، نفسي أدعي على اللي كان السبب... بس سوف أفعل بعد العيد، بلاش يصيره «مصيبة» في العيد واتحمّل وزره.. سأفعل ذلك بعد العيد..أعدكم بذلك. قبل ايام، تحولت اطراف الشوارع،بعض الشوارع في عمّان وربما المدن الاخرى الى «حظائر» تبيت فيها الخرفان،واصبح الجزارون «كائنات أكثر سعادة»، الكل يتودد اليهم. وكنتُ اراهم يتسلحون بالسكاكين ويفتحون صدورهم و»جيوبهم» لاصحاب الاضحيات. وهي «مناسبة» تأتي مرة في العام. ولسان حالهم «إذا هبّت رياحك، فاغتنمها». وقد اغتنموها. كل عام وانتم بخير شكلي بالغت في الكتابة كل خروف وانتم بخير!
(الدستور 2015-09-24)