روسيا في سورية وتغير قواعد اللعبة

تم نشره الخميس 24 أيلول / سبتمبر 2015 01:43 صباحاً
روسيا في سورية وتغير قواعد اللعبة
د. موسى شتيوي

عززت روسيا وجودها العسكري في سورية في الأسابيع الماضية، ما يجعلها لاعباً مهما جداً في الأزمة السورية. إذ يُجمع المراقبون على أنه لولا هذه الخطوة النوعية من جانب روسيا، فإن النظام السوري كان سينهار خلال أشهر معدودة، بالرغم من الدعم الإيراني ودعم حزب الله اللذين لم يعودا قادرين على تمكين النظام من المحافظة على المناطق التي يسيطر عليها.
الدعم الروسي للنظام السوري منسجم مع موقفه من الأزمة السورية منذ البداية، والذي لم يقتصر على الدعم العسكري، وإنما السياسي أيضاً. والمقاربة الروسية لحل الأزمة السورية كانت مبنية على التمسك بالنظام والأسد معاً، بتبني موقف سورية المتمثل في عدم وجود معارضة بل إرهاب مدعوم دولياً وإقليمياً.
والتدخل الروسي أيضاً يأتي على خلفية فشل روسيا في إقناع بعض الدول الإقليمية، وبخاصة السعودية، بضرورة إشراك الأسد في أي تسوية سياسية مقبلة، وعدم فرض شروط مسبقة قبل الدخول في عملية مفاوضات مع النظام. كذلك، لم تفلح روسيا في إقناع المجتمع الدولي بضرورة تشكيل تحالف دولي وإقليمي جديد لمحاربة الإرهاب باعتباره الخطر الأهم، ليس فقط على سورية وإنما على المستويين الدولي والإقليمي أيضاً.
المفارقة في الأزمة السورية هي أن الموقف الأميركي والأوروبي، وإن بدرجات متفاوتة، بدأ يقترب من المقاربة الروسية؛ إذ لم يعد رحيل الأسد مطلباً غربياً لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، كما أن الخطر الذي يمثله الإرهاب والذي ترعرع على الأزمة السورية، بات يشكل تهديداً فعلياً لأوروبا والولايات المتحدة. هناك فقط بعض الدول العربية التي ما تزال مصرة على موقفها بضرورة رحيل الأسد، لكن دورها وموقفها سيفقدان أهميتهما مع مرور الوقت، وفي ضوء الانخراط في أزمات أخرى.
إن تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية لا يسعى إلى حسم الأزمة عسكرياً، بقدر ما سيتم توظيفه في تعزيز موقف النظام السوري سياسياً، وتعظيم فرص حل الأزمة السورية سياسياً. فليس من المتوقع أن تورط روسيا نفسها بشيء مماثل للتجربة السوفيتية في أفغانستان. وعليه، فإن المحافظة على مصالحها الحيوية، وتغيير موازين القوى، والدفع باتجاه حل الأزمة السورية، هي الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من خلال هذا التدخل.
لم تكن المقاربة الروسية والغربية، وبخاصة الولايات المتحدة، متقاربة كما هي الآن، ولاسيما بالنسبة للموقف من بقاء الأسد، ومن الإرهاب في سورية والعراق. هذا بالطبع لا يعني أن الأزمة السورية قد شارفت على الحل السياسي، لكن يعني أن فرص هذا الحل يمكن أن تتعاظم مع هذا التحول الاستراتيجي في الأزمة السورية.
الطريق إلى الحل السياسي ما تزال شائكة، وهناك حاجة لإشراك الأطراف الإقليمية في هذه الجهود، حتى تكون فرصة الحل أكبر من استمرار النزاع.

(الغد 2015-09-24)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات