النمر الوردي

ترى كم كان العيد عيدا حقا، وكيف اتفق ان يتزامن الذبح والفرح في آن معا، وهل استوى الموت مع الحياة الا في هذا الزمن وكأن الناس بلا ماض سوى ما يعرفونه عن علي ومعاوية وما صنعت الفتنة بينهما، وقد كان الجمل رمزا للمعركة ولم يتعظ القوم، وتسيد الحجاج الموقف وما زال.

ولم يستعن الحسين بالروم ولا الفرس وما ذهب مستنجدا للدب الروسي الابيض وقاد نفسه لقدره بنفسه، ولم يشف الامر غل يزيد فأصر على تقطعة الاوصال وفصل الراس وقد أتاه على طبق من فضة واردف بسبي نساء وصبية قادهم الى دمشق ليطمئن لاستتباب الامن والامان من مكة، ولم تشفع اسماء رغم طعن السن سوى بترجل فارس. والحج مناسك لم يعد الموت فيها قتلا وانما خطأ بشري والتحقيق ما زال جاريا لتحديد السبب في التدافع وطهران تنفي مسؤوليتها، ولسوف تكون النتائج تعويضات بمليارات من الريالات اقتداء بحادث الرافعة.

الاخبار بعد العيد نفسها قبله، وقد اتت على قصف قوات النظام على داريا والزبداني واشارت بخجل الى تطور موقف بوتين باعتباره لا يعجب اصحاب الفضائيات العملاقة، وما يخص اليمن يستمر نشر بطولات التحالف ومخازي صالح والحوثيين رغم ان الحال نفسه منذ بدء المواجهة، والجديد كعيدية شريط لداعشي سعودي بعمر الورد ظن نفسه نمرا فجر راس ابن عمه قربانا للبغدادي.

اكثر ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي في العيد صور صلاته في روسيا والصين وبريطانيا وباقي الدول الكافرة والعنوان كان الاسلام يغزو العالم، ترى كيف كانت الصلاة بالاقصى، وماذا عن اخبار الصلاة بالاموي الدمشقي والحلبي، وكيف كانت في صنعاء وعدن وطرابلس وبنغازي، ومن من الزعماء شارك فيها هذه المرة، ويقال ان الصلاة في مصر اقيمت تحت عنوان صلاة الثورة على الانقلاب وان السيسي اداها في مكان ما مقابلها.

(السبيل 2015-09-29)