إيران وحادثة منى

المسلم وغير المسلم استشعر حجم الكارثة التي حلت بحجاج بيت الله الحرام جراء التدافع في منى، وعبر الجميع عن أسفهم إلا ايران التي حاولت استثمار الحادثة والتشكيك بطاقات الرياض التنظيمية.
الولي الفقيه الذي يظن نفسه في هذا الزمان ولي امر المسلمين انتقد تنظيم السعودية للحج ورمى بعبء الحادثة على الرياض.
ولعمري ان سلوكه هنا انتهازي استثمر فيه الموت من اجل مآرب سياسية بغيضة تنسجم مع ما تشهده المنطقة من احداث وصراعات عنوانها في كثير من المواقع طهران وتدخلاتها.
الاستثمار لم يتوقف عند مرشد الجمهورية الايرانية بل تلاه تصريحات لرفسنجاني يلوم الرياض، ومن ثم جاء المالكي ربيب طهران العراقي ليقترح ان يدير المؤتمر الاسلامي الحج بديلا عن الرياض.
نعم انها انتهازية كبيرة مارستها اقطاب الشيعة محاولين نزع الشرعية التاريخية عن الرياض كممثل للسنة في ادارتهم موسم الحج ورعاية المقدسات.
طبعا هذا يكشف حقيقة نوايا هؤلاء الذين يختلط عندهم السياسي بالمذهبي لينتصر في النهاية الانحياز السافر للبغض المذهبي مستسهلين استثمار الموت والتخريب لتحقيق اهدافهم.
قد أتردد في الربط بين هذه التصريحات وما ينتشر عن دور للحجاج الايرانيين وعدم التزامهم بالتعليمات في منى وبين الحادثة.
الا انني ارى ان طهران حريصة كل الحرص دائما على تخريب مناسك الحج والعبث فيها واحراج الرياض واظهارها بمظهر «غير القادر» على ادارة الموسم.
الحادثة مؤسفة لكنها متوقعة في ظل الزحام الكبير ومع ذلك يجب اجراء التحقيق النزيه، ومحاسبة المتسببين دون ان ينال كل ذلك من جهد الرياض الكبير على مدى السنوات في خدمة الحج واستمرار النجاح الواضح.
(السبيل 2015-09-29)