الإرهاب الفلسطيني

من الممكن تفهم الموقف الروسي بالتدخل المباشر في سورية بلافتة أعلنت سلفا أنه من أجل القضاء على الإرهاب، وينسحب الامر على إيران التي تقول إنها تحارب الإرهاب في سورية ومثلها حزب الله، وفي واقع الامر لم يعد مهما تحديد الإرهاب او على من ينطبق الوصف تماما من بين الأطراف المتقاتلة.
ولمكافحة الإرهاب في العراق شكلت أمريكا تحالفا دوليا ضم اكثر من أربعين دولة، وقد نفذت كلها غارات جوية على مواقع الإرهابيين غير ان المعركة معهم مستمرة ولم يتم القضاء عليهم حتى إعداد هذا المقال. كما ان السعودية شكلت تحالفا عربيا للقضاء على الإرهاب في اليمن وقادت عاصفتين واحدة باسم الحزم والثانية إعادة الامل ولم يجدِ الامر نفعا. والمعارك ضد الإرهاب عديدة ومتشعبة، فهي مشتعلة في ليبيا، والجزائر ما زالت تواجهه، وفي نيجيريا حامية الوطيس مع بوكو حرام. والحرب على الإرهاب مستمرة في افغانستان والباكستان رغم إعدام ابن لادن ووفاة الملا عمر وغياب ايمن الظواهري.
أمريكا أعلنت الحرب المفتوحة على الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبحجته اجتاحت افغانستان والعراق، وواقع الحال على ما هو عليه او اكثر سوءا، فبدل ابن لادن يوجد اليوم مئات مثله وليس فقط البغدادي.
خلال العام الجاري أحرق اليهود فلسطينيا بعد إجباره على شرب البنزين، واحرقوا أطفالا مع عائلاتهم، ولا يكاد يمر يوم دون ان يرتكبوا جريمة قتل ضد الاطفال والنساء وبلا فرق بين كبير او صغير، وعن هدم البيوت وقطع الاشجار والاعتقالات والمداهمات فانها باتت اعمالا روتينية ضد الفلسطينيين. وقد شن جيش الاحتلال اشرس الحروب الهمجية على غزة وقتل الالاف وجرح وشرد عشرات الالوف منهم دون ان يجرؤ أمريكي او روسي او اوروبي ان يصفهم بالإرهابيين. واليوم يقود نتنياهو حرب تصفية ضد الفلسطينيين الذين ينتصرون للمسجد الاقصى، مدعيا للعالم انه بصدد القضاء على الإرهاب الفلسطيني، فأي وقاحة أكثر من ذلك الا تلك التي تصمت عنه من كل الجهات.
(السبيل 2015-10-07)