هل ثمة تحولات خطيرة في مجتمعنا؟
حركت مقالة الاستاذ طاهر المصري الاخيرة التي تناول فيها التغير القيمي للمجتمع الاردني فينا ساكنا يحتاج الى الكثير من القراءة والتحليل والفهم.
دولة الاستاذ ابو نشأت ليس بالمختص الاكاديمي ليحلل الموضوع من منطلقات معرفية علمية لكنه يملك الخبرة كي يستشعر التغيير ويلمح له ويؤشر عليه.
مقالة الرجل فيها تحويم ذكي على المآلات الجديدة للمنظومة القيمية التي يعيشها المجتمع الاردني اليوم وقد حاول تسبيبها بأكثر من عامل ومبرر.
نعم المجتمعات تتغير ومجتمعنا الاردني ليس استثناء عنها، ولكن تختلف الامم في باب تحولها ومبررات تغيراتها وفي مدى استجابتها لكل ذلك.
العالم تغير بفعل التطور التكونولوجي ونحن تغيرنا معه، لكن شكل تغيرنا احيانا مرضي اقرب منه تفاعلي والسبب أننا نتلقى ونوطن ولا نخترع بسبب حاجاتنا.
البطالة والفقر اسباب كبيرة لتغيرناـ فهذه المشاكل تستعصي وتتفاقم ويزيد تعمقها عندنا ما يعني أننا نتغير بسبب امراضنا حين لا نقوم بعلاجها.
وفق ما أرى ان السبب الرئيس لتحولاتنا القيمية السريعة هي انسحاب الدولة من حياتنا دون ان نعيش مرحلة انتقالية تأهيلية ترتب لنا اجواء الانتقال.
من ناحية اخرى كانت للتشريعات السياسية دور في ذلك، فقانون الصوت الواحد فعل الأفاعيل بمجتمعاتنا وأظهر عصبيات لم نكن نحلم بحضورها في مشهدنا.
أنا مع ما قاله الاستاذ طاهر المصري إننا يجب ان ندرس المجتمع بتمعن اكبر، ويجب على مراكز التفكير البحث أعمق في حياتنا، لعل وعسى أن نكتشف اننا نملك أفقا لإدارة تحولاتنا وتوجيهها نحو الاحسن.
(السبيل 2015-10-14)
