الحقل والبيدر

قناة الجزيرة تنقل تصريحات نتنياهو وغيره من أعضاء حكومته وكذلك اجتماعاتهم الامنية ضمن تغطيتها انتفاضة الفلسطينيين، غير أنه يغيب عنها تصريحات محمود عباس واعضاء سلطته، والأكيد انها لم تكن لتبخل عليهم لو أن أيا منهم خرج وقال أي شيء، وحتى ذلك الحين ستعتمد الجزيرة على مراسلها العمري وكرام بما يحصلان عليه من معلومات، وذات الامر في غزة من تامر المسحال طالما لا جديد فيها من حماس سوى الترقب بحذر وكأن هناك انتظارا أو مراهنة على عودة التهدئة والهدوء في الضفة.
الأكثر حركة وتأثيرا من الجزيرة والعربية في موضوع نقل اخبار الجرائم اليهودية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وهؤلاء ينقلون بلا تحفظ الفظائع التي يمارسها الصهاينة بالصوت والصورة، وغير ذلك افعال السلطة في رام الله التي هي اشد وقاحة في حالات عديدة من وصف نتنياهو الفلسطينيين بالإرهابيين ومنها «فرمان عباس» منع بث الاغاني الوطنية والنقل المباشر.
الذي تحت العصي ليس كالذي يعدها، وهذا مثل شعبي دارج وهو صائب تماما، لكن ليس في حالة الشعب الفلسطيني، إذ يتكشف اكثر فأكثر ان حال الذين يعدون الشهداء والجرحى وما يتعرض له الفلسطينيون هم الاكثر بؤسا، وان الذي ينال الاحترام هو الذي يدافع عن كرامة شعبه وارضه بروحه وجسده، وليتكشف ايضا أن الذين يستحقون الضرب بالعصي هم اولئك الذين تصلهم احصائيات المصابين وهم في مكاتبهم يتهاتفون مع القاتل للتوصل الى حل.
الانتفاضة الحالية ليس متوقعا لها أن تهزم نتنياهو وقطعان المستوطنين رغم ما يمكن ان تحققه ضدهم وسيكون كبيرا مهما قل، وهي إن تمكنت من الاطاحة بسلطة رام الله ورموز الفساد الفلسطيني بعد تعريتهم تماما ممن تكشف أنهم يعملون لحسابهم وليس للشعب حد التعاون والتآمر على ابطال الانتفاضة من الشباب والاطفال. وفي مجمل الحالات والنتائج بات لزاما على الشعب الفسطيني أن يسقط عباس وأعوانه الذين هم اقرب لنتنياهو واليهود من ابناء الشعب الفلسطيني.
(السبيل 2015-10-14)