أنصاف نوبل وأرباعها !

تم نشره الأربعاء 14 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 01:48 صباحاً
أنصاف نوبل وأرباعها !
خيري منصور

الجوائز ومنها بل في مقدمتها نوبل ليست صكوك غفران، ويدرك كل من نالوا جوائز على اختلاف مستوياتها انهم ليسوا الوحيدين الذين يستحقونها وربما كان هناك من هو أجدر بها . لقد ولدت جائزة نوبل للسلام كاعتذار من صاحبها عن البارود، لكن غباره ودخانه تسلل اليها كما تسلل الى كل شيء في عالمنا، فنال نوبل كتّاب من طراز عجنون وسيجرز وساسة من العالم منهم من رحل وهو موضع خلاف كما منحت لمؤسسات كتلك التي تركت الباب مفتوحا على مصراعيه للتأويل، سواء تعلق الامر باسلحة دمار شامل او اي شيء آخر . ولم ينلها من العرب خارج السياسة الا نجيب محفوظ وأحمد زويل اعترافا بما ابدعه الأول وما توصل اليه الثاني في مجاله العلمي . وليست نوبل هي الجائزة الوحيدة التي تمنح احيانا بالانصاف او الارباع فهناك جوائز عديدة يقتسمها اكثر من عالم او كاتب . وفي العقد الاخير منحت الجائزة لناشطين من العرب اقترنت اسماء بعضهم بالحراك السياسي تحت عنوان ما سميّ الربيع العربي، فهل يمكن التعامل مع هذه الجائزة باعتبارها براءة ذمّة أو تكريسا لقيم معيّنة، ام انها موضع جدل لمن يرون انها ليست محررة تماما من ظلال السياسة ومقايضاتها الدولية .

هذه المرة جاءت نوبل بنكهة الياسمين عندما منحت لرباعية الحوار التونسية، لكنها ايضا حملت نكهة القهوة والكاكاو، وهناك من ينظرون الى هذه الجائزة بشيء من القداسة وكأن اللجنة تمنحها معصومة لكنها تبقى منجزا بشريا وأرضيا يقبل النقاش . ومنح هذه الجائزة بالانصاف والارباع وقد يأتي وقت تمنح فيه بالاعشار له دلالات منها تقديم الاعتراف لاكثر من شخص او جهة، يرى مانحو الجائزة انهم يستحقونها على قدم المساواة لكن المسألة اعقد من ذلك، فهناك موتى رحلوا ولم يظفروا بها رغم جدارتهم لأنها حكْر على الاحياء . وشأن كل الجوائز، هناك بُعد ترميزي يشمل جيلا او ظاهرة لكن بعد تجسيدها في فرد او مؤسسة . اما من رفضوا قبول هذه الجائزة ومنهم برنارد شو وسارتر فقد كانت لهم اسبابهم تماما كما كان رفض الممثل مارلون براندو للاوسكار له اسبابه السياسية والاخلاقية فقد قال معتذرا عن قبولها ان ذلك دفاعا عما تبقى من شرف !!!

(الدستور 2015-10-14 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات