أفعى برأسين

وزير الخارجية الامريكي جون كيري سيحضر قريبا للمنطقة بغية جمع الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف التوصل لاتفاقيات او بأقله اعادة الامور الى ما كانت عليه حسب ما صرح امس، ويبدو ان هناك قصة يجري التحضير لها لتكون فاتحة للتهدئة والعودة للمفاوضات، ويبدو ان هناك اعلانات ستتم حول حل الدولتين ستتضمن تفاهمات حول القدس الشرقية وتناوب العبادات، وقد يكون هناك قصص اخرى والاحتمالات مفتوحة على قدر استمرار الانتفاضة او اجهاضها مبكرا ولو بوعود براقة.
يدرك كيري ومعه نتنياهو وعباس ان انهاء الانتفاضة الجديدة لن يتم بالقوة الاسرائيلية مهما بلغت من مدى، وليس منهم من يريد الوصول لمرحلة عض الاصابع، وباتت مهمتهم البحث عن مخرج لا يحرج نتنياهو ولا يضعف عباس اكثر مما هو عليه من بؤس ويظهر الامريكي بموقعه كمرجعية ووسيط صاحب ولاية.
وفي المشهد برمته جمع اقليمي للاحداث في سورية وما فرضه التدخل الروسي العسكري المباشر عليها، وفي اليمن وتورط السعودية فيه اضافة لحال العراق، والاكيد انه ليس هناك حزمة حلول واحدة لكل ذلك، وانما امكانيات لتجزئتها والتعامل مع كل واحدة على حدة مع امكانية ابقاء تبادل التنازلات والتقاسم والتوزيع على اساس تحديد اطراف المشهد برأسين امريكي وروسي واذرع لكل واحدة على حدة.
قبل ايام قليلة اشادت هيلاري كلنتون بالاوضاع في الاردن وتمكنه من السيطرة على الامن والهدوء وعدم نقل العدوى واضافت ان المشكلة ان مستقبله ليس محدد بعد، والامر يحمل في طياته عدة تفسيرات، والتي منها اشراكه المباشر بالحل المسمى الدولتين ليكون جزءا منه. وفي الربط مع ما تعد له واشنطن ويلبي طموحات حكومة نتنياهو سيكون ممكنا جر الاطراف الى تسوية بعمر زمني محدد على غرار مشروع هدنة طويلة الاجل في غزة الذي لم تطوى صفحته بعد.
سيناريوهات الحل النهائي المتخيلة عديدة، غير ان افضلها الذي يمكن له ان يبدأ بعد رحيل عباس لاي سبب، وليته يرحل سريعا من تلقاء نفسه ليوفر على الناس قليل من دمهم المستباح امام عينه.
(السبيل 2015-10-15)