قربة مخزوقة

مقاتلون ايرانيون ومرتزقة افغان وقوات من حزب الله وطيارون روس يقفون الى جانب النظام في سوريا ويدافعون عنه كما لو انه قضيتهم الوطنية، مقابلهم دواعش من شتى الجنسيات الى جانب دعم تركي سعودي اماراتي قطري امريكي اوروبي لفصائل المعارضة المسلحة، والمعركة مستمرة ولا حلول تلوح بالافق كما انه ليس هناك من يقدمها، حتى ان مجلس الامن لم ييعد مكترثا وبان كي مون لا يمون اساسا على احد من اي طرف والقصة برمتها مفتوحة زمنيا لصراع طويل الاجل الا اذا تقرر يهوديا غير ذلك.
في العراق نظام متكامل من رئيس ومجلس وزراء ونواب ومؤسسات امنية من جيش وشرطة ومخابرات، وهو يحظى بدعم جهات متناقضة لا تبدأ من عند الامريكان ولا تنتهي عند ايران، وعلى خطة تداخلات تركية وخليجية واوروبية تعمل بشتى الاتجاهات، غير ان حاله على اسوأ من سوريا والدواعش فيه على قدر من القوة لمواجهة النظام بما لديه من امتدادات، وليس معلوما متى يمكن ان يستقر قريبا او بعد اي زمن.
في اليمن نظام له رئيس يقيم في السعودية ووزراء مشتتون بين عدن ومحافظات غيرها وخارج البلاد، ويسند هؤلاء تحالف عرمرمي بقيادة السعودية باعتبارهم الشرعية، ومقابلهم يقف انصار الحوثي وجماعة صالح غير المسنودين علنا من اي طرف، ومع ذلك لا بوادر حسم فيه ولا شكل لنهاية متوقعة، وحاله مستقر على مواجهات.
في فلسطين الحال من سيء الى اسوأ منذ اوسلو، وطوال كل الوقت استمر الاسرائيلي في ارتكاب جرائم القتل والتنكيل والاعتقالات وكل انواع القمع، اضافة لشن حروب نالت من كل ما في غزة، والحال الان على اشد قسوة وليس معلوما الى ماذا ممكن ان تنتهي الانتفاضة وما الذي ستسفر عنه في النهاية.
الروس لا يمكنهم البقاء في سوريا لمجرد شن الغارات الجوية، والامريكان لا يستطيعون الاكتفاء بتزويد المعارضة بالاسلحة فقط، وحدهم اليهود الذين يريدون استمرار اوضاع المنطقة على ما هي عليه من فوضى او ربما فرض حلول على موسكو وواشنطن في ان معا.
(السبيل 2015-10-19)