الدولة اليهودية والإرهابية

أحسنت الحكومة بقرارها التعميم على وسائل الاعلام وصف الممارسات اليهودية ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات بارهاب دولة واستخدام المصطلح في التغطيات والمتابعات والتقارير الصحفية، والامر يعد تقدما في الموقف الاردني الرسمي يأتي بوقت لم تعد فيه الدولة بعيدة عن مخاطر السياسات الصهيونية ومخططاتها، والاكيد ان الحكومة تريد ان تستدركها بهذه الخطوة التي تعد جريئة مقارنة بالمقاييس التي كانت تتبع في الرد على ممارسة الاسرائيليين السابقة، ويبدو في الافق انه قد تتخذ خطوات اكثر قوة ان استمر الشعور بالخطر مما تقترفه عصابات الصهاينة ويراد عكسه سلبا على موقع ومكانة الدولة الاردنية، والامر يتساوق مع التصريح الرسمي قبل ايام عن اوراق لم تستخدم بعد وقد تكون هذه إحداها.
وفي واقع ما يجري فانه لا يمكن اعفاء الحكومة من تحمل مسؤولياتها عما يجري في الارض الفلسطينية، خصوصا وان المخطط الاسرائيلي يستهدف النيل من وجود الاردن بترحيل قضية الشعب الفسطيني اليه، وهنا تكمن حقيقة مقولة الملك الراحل الحسين إن الاردن مستهدف ولطالما رددها، وقد كان يعلم انه استهداف يهودي صهيوني قبل اي شيء.
وزير خارجية امريكا سيجتمع مع نتنياهو في برلين ومن ثم مع الملك عبدالله ومحمود عباس، والتقدير ان اللقاء سيتم نهاية الاسبوع الجاري في عمان، ولو ان الاردن ليس طرفا في المعادلة لكان الاجتماع مع عباس وحده، ولو ان مصر طرفا مباشرا فإن السيسي سيكون ضمن اجندة كيري غير ان الامر ليس كذلك وهنا يكمن الفرق.
ينبغي بالسرعة القصوى وقبل وصول جون كيري ان تعلن الخارجية الاردنية ان حل الدولتين يعني قيام دولة فلسطينية فوق التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف وان هذا الموقف ثابت ولا رجعة عنه، كما ان الاوراق التي جرى الحديث عنها واستخدامها عن اللزوم ينبغي ان تكون خيارات جدية، وربما ورقة الحدود الغربية وامنها هي الاقوى وهي التي تدفع نتنياهو لبناء جدار عازل على طولها.
(السبيل 2015-10-20)