انتخابات مصر تأكيد على أنه انقلاب

أكدت الانتخابات البرلمانية المصرية أن العملية السياسية الجارية هناك لا تحظى بغطاء شرعي من الجمهور المصري العريض رغم كل دعوات التحشيد.

انتخابات اليومين الماضيين كانت بمثابة الاستفتاء الحقيقي على توجهات الشعب المصري نحو الاوضاع الحالية ونحو النخبة الحاكمة.

فقد قالها الشعب المصري بوضوح: اننا لن نذهب الى الصناديق بسبب عبثيتها وعدم قيمتها فقد سبق ان ذهبنا لانتخابات خمس مرات وذهبت كلها ادراج الرياح.

المصريون محبطون خائفون غير قانعين بالعملية السياسية وهذا –للامانة– مؤشر خطر على مآلات المستقبل المصري فعزوف اليوم قد يصبح عنفا يغذي الغد.

كيف ستقرأ السلطة هناك نسبة الاقبال على الانتخابات؟ هذا سؤال مهم والأهم: كيف ستتعاطى السلطة مع ذلك؟ هل ستجعلها تغير اتجاهها؟ ام انها ستتجاهل كل المعطيات؟

من جهة اخرى جاءت هزيمة حزب النور في الانتخابات كبيرة وفاضحة وغير مسبوقة في دلالتها، فالجهة الدينية التي وقفت مع الانقلاب تهزمها الارادة الشعبية وتعلن انها لا تملك شرعية.

الرسائل التي يمكن قراءتها من نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية كثيفة وعميقة اهمها ان «مصر في مأزق» وان ساستها الحاليين يكابرون الى ابعد حد.

طبعا العزوف الكبير عن الصناديق يجب ان يكون له ما بعده ولعلي اتمنى ان يدرك كل اطراف الازمة انه لا خيار امامهم الا التسوية السياسية الصادقة والكبرى.

(السبيل 2015-10-22)