مال قبان

طائرة روسية لا يمكن لأي جهة التعرض لها نقلت الرئيس بشار الأسد الى موسكو ليلتقي بالرئيس فلادمير بوتين، وقد تم الأمر وعاد بشار بذات الطائرة التي بات بإمكانها نقله الى اي بلد يمكن ان تستقبله، والقصة برمتها تحول كبير في مسار الازمة السورية يراد منه فرض معطيات حل لا يغضب أمريكا وتابيعها، ويعزز في ذات الوقت الشأن والدور الروسي في سورية والمنطقة ايضا بعد ان ظهرت عاملة على الأرض وليس مجرد صاحبة فيتو في مجلس الامن.
المتابعات والتحليلات الغربية والعربية عمدت الى اظهار الزيارة بأقل ما يمكن من شأن حد وصفها بالباردة واستجوابية للاسد، والاكيد ان الزيارة بها من المغازي ما يكفي لفرض حلول وسربعة ايضا، فلا يعقل ان موسكو تحارب في الارض السورية مجانا او مجرد نكاية بالامريكان بقدر ما تصرخ عاليا بحل لا يبتعد عن إرادتها ومصالحها في البحر الابيض وقواعدها العسكرية في اللاذقية وطرطوس وبانياس.
الاهم في السياق اللقاءات المشتركة التي جمعت الامريكان والروس والسعودية وتركيا لبحث الازمة معا، وكذلك مبادرة بوتين باطلاع اردوغان والسيسي والملك عبد الله الثاني الى جانب ملك السعودية بمباحثاته مع الاسد، ولم يعد خافيا انه قدم لهم الاستعدادات السورية للبدء بمباحثات الحل السياسي الذي ما عاد مرفوضا من الاسد كما كان سابقا. وفي الطيات فإن الاتصال مع نتنياهو كان سابقا لما زار موسكوا اخيرا ونسق التعاون الجوي مع القوات الروسية.
سيناريوهات الحل السياسي عديدة ومتنوعة، وهي تبدأ بمشروع مرحلة انتقالية، او مفاوضات مباشرة ليست على غرار تلك التي فشلت في موسكو، او اطلاق مصالحات بين الاطراف المجمعة على انهاء داعش والنصرة والمجاميع المسلحة لتكون مصالحات سياسية ملزمة للنظام التخلي عن العمل العسكري. وايضا يبقى مشروع التقسيم مطروحا وهو ملائم لجهات عدة، او تنحي الاسد طوعا بعد اثبات قواعد حل مؤمنة لتركيبة نظام البعث، وربما في الاذهان تفاهمات حول الجولان ومناطق الدروز في جبل العرب، وملف لبنان سيكون رهن تأمينه بعيدا عن الهيمنة السعودية مقابل فكه سوريا، وعليه تكون ايران مؤمنة سياسيا لحزب الله وليس عسكريا امام استعداد اسرائيلي لايجاد حل للمزارع، وفي كل ما ذكر او اي منه او غيره سيكون محسوبا حساب الامر الفلسطيني وطبيعة ما يلزم للامور كافة اردنيا باعتبار عمان كما بيضة القبان في الاحوال كافة.
(السبيل 2015-10-25)