لقاء أردني روسي

لست من الذين يحملون رأسا حاميا فيطالب الأردن باتخاذ موقف عدائي»تحريري» كامل من وجود القوات الروسية في سوريا ومن قيامها بعمليات عسكرية.
الواقع يفرض نفسه علينا جميعا، ومن هنا لابد للأردن ان يقلق من عمليات الجيش الروسي لاسيما اذا ما اقتربت من حدودنا الشمالية، واتخذت قرارا بمعاملة الجنوب السوري كما الشمال السوري.
التقى الأردنيون مع الروس في العاصمة النمساوية فيينا، وتقول المعلومات ان ثمة تنسيق أردني روسي تناول الجانب العملياتي قد تم التوصل اليه.
أنا شخصيا أرى أن هذا الاتفاق كان قد تم بموافقة الولايات المتحدة، او دعني أكون أكثر دقة هو جاء في سياق التفاهمات الامريكية الروسية الاخيرة والتي ركزت على الجانب العملياتي.
اذا هو ليس كرما روسيا جاء نتيجة تقديرها للاهمية الاقليمية للأردن، بل هو موقف أمريكي جاء في سياق التنسيق بين واشنطن وموسكو.
طبعا يجب ألا نغفل أهميتنا في تلك المناطق، والتي يجب الا يتعامى عنها الروس؛ فالجنوب السوري لنا فيه باع وعلاقات وقدرات لا يمكن إنكارها.
هذا الموقف لا يعني قبولنا بالوجود الروسي في سوريا او أننا لن نصفه بالاحتلال والاستعمار؛ فثمة فارق بين تنسيقنا البراغماتي النفعي وبين رؤيتنا المبدئية.
اما قصة العملية السياسية في سوريا فلا أظن أننا مؤثرون بها رغم انها مؤثرة جدا بأوضاعنا؛ على اعتبار عدد اللاجئين لدينا ومع ذلك فلنحاول ما استطعنا.
بالمحصلة الملف السوري معقد وهو يفوق قدرة الأردن على التأثير فيه، لكننا قادرون على معرفة مدى مصالحنا والذهاب باتجاهها لنهرب من جنون الحدث وفوضى اللحظة، وهذا هو خيارنا الذي يجب التوحد عليه جميعا.
(السبيل 2015-10-25)