مجزرة الجمرك

يجب ألا يمر ما حدث في جمرك عمان دون محاسبة جادة واستثنائية، فوفاة ثمانية اشخاص نتيجة انفجار حاوية ألعاب نارية أمر ليس بالهين.

القصة مؤلمة لكنها كشفت عن كم كبير من الاخطاء والاستهتار والترهل، ومن هنا أصر على ضرورة المحاسبة العلنية والاستثنائية.

أدبيا يجب على مدير الجمارك تقديم استقالته وإن لم يفعل توجب على رئيس الحكومة وقفه عن العمل لحين استكمال التحقيق.

الألعاب النارية ممنوعة، وهنا تكمن العقدة فكيف دخلت الى ميناء العقبة وكيف تم تخليصها ومن ثم كيف خزنت في مكان غير آمن والسؤال الاخير لماذا تباع في المزاد العلني.

تخيلوا معي –لا سمح الله– لو انها انفجرت في شوارع شرق عمان المكتظة او أنها انفجرت على الطريق الصحراوي فكم من الضحايا سنحصد نتيجة هذا العبث.

هناك اشكاليات كبيرة في عمل الجمارك، وقد آن الاوان لتسليط الضوء عليها واتخاذ كل التدابير من اجل اعادتها الى السكة الصحيحة والقويمة.

هناك استهتار وإهمال ومافيات تعبث بجماركنا، وقد صمتت اجهزة الرقابة عنها كثيرا، لكن ان يصل الامر لخسائر في الارواح فهذا امر لا يمكن السكوت عنه.

أطالب بتعويض اهالي الضحايا ومحاسبة المسؤولين سياسيا واداريا وتحويلهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل والمتناسب مع حجم الكارثة.

التهريب في بلدي قصة تحتاج الى وقفات، لكن تكسب بعض الموظفين من ضبطه مسألة اخرى تحتاج الى مراجعة وكل ذلك في رقبة الحكومة.

(السبيل 2015-10-28)