عن أزمات الاسرائيليين مع الاردن

تم نشره الأربعاء 28 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 01:22 صباحاً
عن أزمات الاسرائيليين مع الاردن
ماهر ابو طير

يريد رئيس الحكومة الاسرائيلية ان يضع حداً لملف المسجد الاقصى، فيخرج ويقول انه تجاوز الازمة مع الاردن بخصوص الاقصى، وان التفاهمات الاخيرة ادت الى انهاء الازمة مع عمان. الواضح من كلام نتنياهو انه يريد ان يجعل قصة الاقصى قصة محددة الملامح ومحصورة فنياً، دون توسع، ودون اي مغزى سياسي او ديني، بأعتبارها قضية ادارة اردنية،فقط، وقضية صلاة، وكاميرات، وتنظيم للدخول والخروج. مقابل هذه التفاهمات، تريد اسرائيل ان تأخذ من الاردن، الف امر آخر، من التصدير والاستيراد، مرورا بالتنسيق على مستويات مختلفة، وصولا الى اتفاقيات ومشاريع التعاون الكبرى، وغير ذلك من اطماع مستترة. لكننا هنا، ننبه الى التكتيك الاسرائيلي، الذي يريد فقط تجاوز «اللحظة»، وهذه «اللحظة» كانت تؤشر على انتفاضة ثالثة، ونتنياهو يريد توظيف العلاقة مع الاردن، واستغلالها، بطريقة واضحة جدا، من اجل امتصاص النقمة في فلسطين، واطفاء شرارة الانتفاضة، عبر القول انهم وصلوا الى تفاهمات مع الاردن، وتم انهاء الازمة، وبالتالي عاد الهدوء والاستقرار الى فلسطين المحتلة. علينا ان نشير هنا، الى ان الاردن من جهته لايحتمل اشتعال كل سوار الازمات من حوله، شرقا في العراق ، وغربا في فلسطين، وشمالا في سوريا، وجنوبا في مصر عبر بوابة سيناء، وقد يكون الاردن معنيا ايضا بالنسبة لحسابات «اللحظة» التي تخصه، ان لاتشتعل النار غربا، لانه مشغول ايضا بازمات اخرى تضغط على خاصرته. لكن تطابق «اللحظتين» هنا، من زاوية عدم الرغبة برؤية انتفاضة، لايعني ان الاردن بمأمن من اسرائيل، اذ ان تل ابيب تريد اليوم في عز هذه الازمة، تحميل الاردن مسؤولية اطفاء الانتفاضة اولا، ثم تصوير القصة على انها فنية بحتة، صلاة، ومواعيد دخول وخروج للحرم القدسي. كل هذا لايخفي الغش الاسرائيلي وراء المشهد، اذ ان انزال القضية الفلسطينية الى مستوى الفنيات، لايخفي الجذر الاصلي، اي الاحتلال، وتعثر مشروع الدولة الفلسطينية، وسرقة الارض، والاستيطان، وقتل الناس عشوائيا،والاسرى، وحصار غزة، وتهويد القدس،وغير ذلك من ملفات. لايمكن اغماض العين عنها، عبر بوابة نتنياهو المستحدثة، التي يعنونها، انه تم تجاوز الازمة مع الاردن، عبر «التفاهمات الفنية» على الاقصى. كل هذا يعني ضمنيا ان اسرائيل توحي بشكل غير مباشر ان كل ماتفعله في الحرم القدسي الشريف، يجري بالتنسيق مع الاردن، بما في ذلك، اي اضطرابات تجري غدا، او انتهاكات، او تغييرات، لان الايحاء بسقف التنسيق والتفاهمات، يتضمن فعليا، اشارة الى وجود تطابقات اخرى غير معلنة. هذا كلام خطير جدا، وقد رأينا توظيف اسرائيل له في قصة الكاميرات، التي يريدها الاردن صيانة للحرم القدسي فيما اسرائيل تريد توظيفها لصيد المرابطين او من يقاومون بأعتبار ان العبرة في الطرف الذي يمتلك «الشاشات» نهاية المطاف!. ازمة الاسرائيليين مع الاردن، ليست ازمة مواعيد دخول وخروج للحرم القدسي، الازمة هي ازمة احتلال، ومايعنيه هذا الاحتلال،هذه هي الازمة التي لايمكن تجاوزها بمجرد اطلاق تفاهمات او تصريحات صحافية . مشكلتنا مع اسرائيل ليست مشكلة «تفاهمات فنية»..مشكلتنا مشكلة احتلال.

(الدستور 2015-10-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات