«العُقدة» الكُردية أو «صاعق» التفجير.. الاقليمي!

تم نشره الأربعاء 28 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 01:23 صباحاً
«العُقدة» الكُردية أو «صاعق» التفجير.. الاقليمي!
محمد خروب

فيما تستأثر الأزمة السورية بجهود «التسوية» التي تنخرط فيها اكثر من دولة وأزيد من تحالف, في مسعى من معظم الاطراف لضمان مصالحه وزيادة نفوذه على الاراضي السورية , ظناً منه انه بذلك يُضفي على نفسه قوة او يحجز لنفسه مكاناً بين الكبار، ما تعكسه في شكل او آخر تلك الاجتماعات التي تستضيفها اكثر من دولة وآخرها ذلك الاجتماع الذي استضافته العاصمة الفرنسية يوم امس بعيداً عن روسيا وايران، تماماً كما كانت حال اجتماع فيينا الذي استُبعدت فيه دول مؤثرة وذات وزن اقليمي غير مَنْكور، ما بالك في ما تلعبه ويمكن ان تلعبه في مآلات الأزمة السورية مثل مصر وايران ايضاً، في خضم ذلك كله.. تبرز العقدة الكردية كمؤشر على تأزم المشهد الاقليمي وبخاصة في الترابط الذي لا يمكن لأحد تجاهله في ما خص الأزمة السورية، حيث اعترف رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو بأن سلاح الجو التركي وجه «ضربتين» لقوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «السوري» PYD، في الوقت ذاته الذي اعترف فيه الجيش التركي بسقوط جنديين من جنوده في اشتباك مع عناصر من تنظيم داعش في مدينة ديار بكر، ما أسفر عن سقوط 7 من مقاتلي «الدولة» الامر الذي يعني في شكل آخر، ان داعش قد اخترقت حصناً كردياً وتستعد للولوج الى مسرح العمليات «المشترك» بكل ما يؤشر اليه هذا التطور من مأزق انزلقت اليه تركيا التي باتت تحارب على ثلاث جبهات، اثنتان منهما كرديتان، قوات حزب العمال الكردستاني PKK، وقوات الحماية الشعبية (السورية الكردية) وانضم اليهما داعش (بافتراض ان الطلاق قد حصل بين «الحليفين» او بين الداعم والممول والراعي وبين المَرعي , وهو امر يبدو حتى الآن...مستبعداً او من المبكر الجزم ازاءه).

الكُرد في مناطقهم الأربع يجسدون حال الانقسام على «أبهى» صوره، ما يضع قضيتهم في سوق المنافسة واخلاق تجار «البازار» السياسي الاقليمي والدولي على حد سواء، كما هي حال «الفلسطينيين» الذين باتوا الآن في دائرة الاهمال او الانتظار المرشح لأن يطول، بعد ان نجح الارهابيون ومَنْ اوجدهم وما يزال يدعم خططهم الاجرامية، في اسقاط القضية الفلسطينية من جدول الاعمال الدولي بل والاقليمي «العربي», بعد أن أخذ اصحاب الاقليم شعوبهم الى دائرة المواجهات مع الشريك الوطني الاخر تحت ذرائع واسباب واهية تغرف من معين الشحن الغرائزي المحمول على توظيف قذر للخلافات المذهبية والطائفية المُتَوهمة أو المبالغ فيها.

في اقليم كردستان – على سبيل المثال – يدور الحديث الان عن «انقلاب» دبَّره مسعود برزاني كي يبقى مستمراً في السلطة رئيساً للاقليم رغم انتهاء ولايته على ما يتهمه خصومه من احزاب المعارضة الاربعة التي هي – للصدفة – من مدينة السليمانية الخصم والمنافس لأربيل بما هي معقل آل برزاني وخزانهم البشري والعشائري, فيما السليمانية معقل جلال طالباني وحزبه الاتحاد الوطني يقف الى جانبه حركة التغيير (غوران) المنشقة عنه بزعامة نيشروان مصطفى, كذلك الجماعة الاسلامية وحزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني , وكلها تعارض استمرار برزاني في الحكم او التمديد له, وبخاصة ان الاخير قام بمنع رئيس البرلمان (المُعارض) من دخول اربيل كذلك قام بـ(طرد) وزراء حركة التغيير من حكومته.

لا تختلف حال الكرد في سوريا عمّا هي في العراق وان كان حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم قد أمسك بخيوط «اللعبة» وحَجّم خصومه في الهيئات الكردية السورية الاخرى التي لا تُخفي دعمها لمسعود برزاني وتحالفه مع اردوغان, فيما ما يزال حزب الشعوب الديمقراطي التركي بزعامة صلاح الدين ديميرطاش , حتى اللحظة, متماسكاً ومنتشياً بما انجزه في انتخابات 7 حزيران الماضي ولا يعلم أحد إن كان سيستمر على تماسكه بعد معرفة نتائج انتخاب الاول من تشرين الثاني القريب, وإن كانت المؤشرات تشي بأنه سيُبقي على انجازه الاول, على الرغم من الحرب الشاملة عليه التي اعلنها اردوغان مُصنِفاً إياه في خانة الارهابيين مع الرئيس السوري وداعش , متوعداً بأن الحرب عليهم «ستستمر» حتى بعد الاول من تشرين الثاني, وأن تركيا لن تسمح لأحد بأن يتحكم في حدودها الجنوبية (يقصد شمالي سوريا التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي وضم الى ادارته الذاتية مؤخراً مدينة...تل ابيض».

من غير المبالغة القول أن «العقدة» الكردية تشكّل صاعق التفجير في المنطقة, والتي يبدو أن اطرافاً دولية وخصوصاً اقليمية تدّخِرها للأيام المقبلة , وليس ادّل على ذلك من التصريح الذي أدلى به احد نواب حزب برزاني واسمه ريناس جانو, عندما كشف عن اجتماع «خماسي» ضم الاطراف السياسية في الاقليم وحضره ممثل اميركي طلب من الاطراف «بقاء» البرزاني في السلطة ومنصب رئيس الاقليم , الى ان تنتهي المرحلة التي نمر بها حالياً وخصوصاً أن بعض الاحزاب «لا» تتفهم الوضع الحالي للاقليم والمنطقة عموماً».

.. هل اتضحت «بعض» جوانب الصورة الان؟

.. الأيام ستُخبرنا.

(الرأي 2015-10-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات