اجتماعات فيينا ومصير الأسد

اجتمع ممثلو 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران والسعودية والاردن في فيينا من أجل وضع معالم لمسار سياسي في سوريا.
طبعا الاجتماع لم يكن تاما في توافقاته، فقد تركز الخلاف كما كان متوقعا على مصير بشار الأسد ودوره في المشروع السياسي.
الملفت في اجتماع فيينا ان يجمع على طاولته معظم أطراف «الذبح» التي تورطت في دماء السوريين وها هي تحاول ان تقرر مصير ما بعد الذبح في إطار من الكوميديا السوداء.
الغريب ايضا انهم يجتمعون ليقرروا مصير واقع لا زال منفلتا فداعش تسيطر على مناطق واسعة وروسيا تقصف فتنجح هنا وتخفق هناك ومع ذلك يجتمعون ليقرروا ميتفازيقيا غائبة بعنف.
نعم في سوريا لا زالت توزيعات موازين القوى ديناميكية بامتياز واعتقد ان واشنطن والرياض وطهران وموسكو عواصم لم تحسم بعد مسألة استقرار تلك الموازين وهنا يجيء السؤال: لماذا يجتمعون؟
اميل للقول ان الازمة السورية لم تذهب بعد الى مشهدها الختامي بل هي في طور التعقيد والتشكل فبعد مرور اكثر من شهر على التدخل الروسي بدا ان اللعبة لن تكون خيوطها فقط في موسكو.
على طاولة فيينا ظهرت مصالح الجميع ومطامع الجميع الا الشعب السوري فقد غاب وابتعد ليراقب في مشعد معتم بائس يؤكد على جريمة الكثيرين من ذوي الياقات البيضاء.
الاردن حضر على الطاولة ولا اظننا سنؤثر كثيرا في المشهد، لكننا معنيون بفهم ما يجري وبفهم مآلات الامور لنتصرف بعدها بما يحمي مصالحنا الحيوية وفق ذاتيتنا الوطنية ومعها.
(السبيل 2015-11-01)