أحد عشر كتابا وجرس !

تم نشره الثلاثاء 03rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:47 صباحاً
أحد عشر كتابا وجرس !
خيري منصور

قبل عدة عقود كانت بيروت وحدها تصدر تسعة كتب جديدة كل صباح، وفي الستينات كانت القاهرة تصدر كتابا على الاقل كل ست ساعات ثم سادت المقولة الشهيرة المنسوبة الى طه حسين وهي ان القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ ... وليس مهما الان ان نتفق او نختلف حول هذه الاراء، لأن الاهم هو الاحد عشر كتابا التي اصبحت مقررة علينا بين عشرات الالوف من الكتب، فهي امامنا خلف واجهات المولات، ونتعثر بها على الارصفة واول ما يطالعنا في الاكشاك، ولم يخبرنا اي مركز أبحاث انها الاكثر مبيعا تبعا للتقليد المعروف في الغرب عن النشر، كما ان النقاد العرب رعم ندرتهم لم يعقدوا مؤتمرا صحفيا في أية عاصمة عربية ليقولوا لنا بأن هذه الكتب هي اهم ما كتب ونشر في العقدين الاخيرين، وهي موزعة على النحو التالي : كتابان او ثلاثة من المذكرات, وروايتان تنصبان التاء المربوطة والمفتوحة فخا لقارىء يعاني من المكبوتات الخمس وفي مقدمتها المكبوت الجسدي، وكتابان عن الحظوظ والابراج، اضافة الى كتاب او اثنين لها عناوين اشبه بالشبكات التي علق فيها طعم لاصطياد القارىء، احدها عن الطريق الاقصر الى الثروة والاخر عن السعادة الزوجية . ان ثقافة تنسجها هذه الكتب لا بد ان تنتهي الى ما نراه ونسمعه في مجتمعات تجد من يفكرون ويحلمون ويكتبون نيابة عنها لكنها تموت نيابة عنهم ! ان استراتيجيات تجريف الوعي وغسل الذاكرة والتضليل والتجهيل المبرمجين بدأت على ما يبدو قبل زمن طويل لكننا لم ننتبه الى الطائرة لحظة الاقلاع وها نحن نبحث عنها بعد ان اصبحت بحجم ذبابة وراء السحب . احد عشر كتابا هي القاسم المشترك بين المولات وصالونات التجميل والأرصفة، وقد يتوهم من يقراها انه اصبح العارف بما يجهل المحرومون من قراءاتها ! نعرف ان المكتبات في زمن عولمة التجهيل توارى فيها ما تبقى من كتب وغطاه الغبار خلف الاكسسوارات والقرطاسية ولعب الاطفال، تماما كما ان الصيدليات اصبح الدواء فيها هو الضيف الطارىء والثقيل لأنها تحولت الى واجهات لعرض ادوات التجميل والصابون ... وهذا ما سبقنا الى ملاحظته ريجيه دوبرييه عندما زار اكثر من عاصمة عربية قبل ثلاثين عاما وقرع الجرس لكننا لم نسمعه لأن رنينه كان بالفرنسية !

(الدستور 2015-11-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات