سيناريوهان امام موسكو

في الوقت الذي نفى فيه اغلب الخبراء قدرة داعش او اي تنظيم على اسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، الا ان اغلب شركات الطيران العالمية، قررت تغيير مساراتها والابتعاد عن سيناء، وهي هنا، من حيث لاتريد، تمنح رواية «داعش» قوة واحتمالا وصلابة. الروس ذاتهم يتخبطون اذ ينفون اولا احتمال تعرض الطائرة لعامل خارجي، ثم يعودون ويقولون ان تأثيرا خارجيا على الاغلب قد وقع، ويرفضون احتمال حدوث خلل فني. من التفسيرات المتداولة، ان اسقاط الطائرة، حدث على يد قدرة تقنية عالية، ويذهب البعض بعيدا الى الكلام عن دول عظمى ارادت توجيه صفعة لموسكو بسبب تدخلها في المنطقة، وهذه التقنية العالية، قد تكون اديرت مباشرة، او عبر فصيل هنا او هناك. تفسير آخر يتحدث عن صواريخ كانت في حوزة القذافي، وتمت سرقتها بعد سقوط النظام، وتم بيعها وتهريبها الى دول عديدة، فيما يبقى التفسير المتداول حدوث مشكلة فنية ادت الى انفجار الطائرة في الهواء وسقوطها، وكل التفسيرات سيتم اخضاعها للفحوصات الفنية. لكن اذا افترضنا ان اسقاط الطائرة جرى على يد تنظيم، فكيف تم اسقاط الطائرة، بصاروخ، وعلم الذين وجهوه مسبقا ان الطائرة روسية، وهذا امر لاتتمكن منه التنظيمات بسبب ارتفاع الطائرة الكبير، وعدم قدرة العين المجردة، ولا الاجهزة العادية على معرفة هوية الطائرة؟!. على الارجح نحن امام سيناريوهين فقط، وسط كل هذه الاحتمالات، الاول ان تكون هناك عبوة ناسفة بميقات محدد للانفجار تم وضعها في الطائرة عبر خرق امني، فانفجرت وسقطت في سيناء، وهذا يفتح الباب حول الطرف الذي وضع العبوة، ومن كان يخدم في فعلته. السيناريو الثاني يتعلق بدولة كبرى ذات امكانيات تقنية هائلة، ارادت الانتقام من الروس واذاقتهم العذاب بعد موت مئات الابرياء ايضا، ووجهت ضربتها مباشرة، ووجدت كالعادة تنظيما يخرج ويفتخر بقتله الابرياء الروس، انتقاما لابرياء مسلمين او سوريين. في كل الحالات تشعر بأسى، لان المناخ غير اخلاقي، اذ ان غضب بعضنا على مايفعله الروس ضد الابرياء في سوريا في عز المعركة ضد من يعتبرونهم خصوم النظام السوري، وهي معركة تحرق في طريقها ابرياء كثرا، نجد بيننا من يهلل لمقتل ابرياء واطفال روس، والواقع ان كل المشهد مؤلم جدا، فما ذنب الابرياء في هذه الدنيا من اي بلد، ليدفعوا ثمن هذه الصراعات القذرة، فلا السوري يحتمل قتل الابرياء من شعبه، الذين يريدون حياة كريمة، ولا الروسي الذي جاء للسياحة، توقع اهله ان يعود في تابوت الى بلاده. لانريد ان نستبق النتائج، لكننا نطرح السؤال المعلق التالي: ماذا سيفعل الروس اذا ثبت لهم ان وراء الحادثة وانفجار الطائرة، جهة ما، محلية او دولية؟!. هذا هو السؤال، والاجابة مفتوحة على احتمالات في غاية السوء.
(الدستور 2015-11-03)