الأتراك يصوتون للاستقرار

نتائج الانتخابات المبكرة التركية كانت مفاجئة لكثيرين فقد توقع البعض ان يفوز حزب اردوغان بنسبة الاغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة لكنهم لم يتوقعوه فوزا بهذا الحجم.
ما لا يدركه هؤلاء ان الشعب التركي مسيس بامتياز ويدرك مآلات اي نتيجة لانتخاباته.. من هنا كانت الكتلة الحرجة واضحة في قرارها بالتصويت للاستقرار واعطاء الثقة لجهة كي تشكل حكومة اغلبية.
كلمة السر كانت في المرحلة الانتقالية التي عاشها الشعب التركي فقد لمسوا عدم استقرار وتدافع سياسي هدد امنهم وحياتهم.
من هنا كان القرار واضحا عند الكثيرين بضرورة منح الحزب الاكبر اغلبية تمكنه من حسم صراع السلطة بغض النظر عن تفصيلات البرامج.
الاكراد بعد فوزهم الاول لم يحسنوا استغلال الموقف فقد اقترب بعضهم من العنف وغادروا اللغة الليبرالية وهنا ادرك اخرون ضرورة انها موضوع اعطاء اردوغان تفويض قوي بادارة البلاد.
التفجيرات الاخيرة لم تكن ذات بعد سلبي على اردوغان وحزبه على العكس شعر الاتراك بضرورة الحسم وحملوا «عدم الحسم» مسؤولية ما جرى.
في المحصلة سلك الاتراك سلوكا سياسيا عاقلا وبراغماتيا، وهنا أثبتوا انهم شعب يتقن فن السياسة ويحق لتجربته ان تستمر.
نعم الشعوب تتعلم الديمقراطية ويمكن ان تتطبقها حتى لو كانت مجتمعاتها غير متجانسة والاتراك شرقيون يصدرون لنا الممكن في كل ذلك عسى ان نتعلم.
(السبيل )