هل تحول رئيس الديوان إلى كاتب " استدعايات " !

تم نشره الخميس 13 أيّار / مايو 2010 05:00 مساءً
هل تحول رئيس الديوان إلى كاتب " استدعايات " !

المدينة نيوز – خاص – كتب المحرر الإقتصادي - : غضب علينا أعزاء نحترمهم في ديوان المحاسبة ولا نذكر اسماءهم لحرصنا على صداقتهم ، وذلك لأننا نتناول صباح مساء قضايا هم أعلم بها ، وأحيانا لا يعرفون عنها شيئا نجمعها من مصادرنا ونفخر أنها منتشرة في كل المرافق ، لدرجة أننا باستطاعتنا أن ننشر كل نصف ساعة قضية موثقة عن قصص من ألف ليلة وليلى ، ولكننا نؤثر بقاءها في مكان بارز تحت رغبة بأن يقرأها أكبر عدد ممكن ممن ينقرون على موقعنا وهم آلاف مؤلفة عبر العالم .
يبدو أننا ذهبنا أو شطحنا بعيدا بـ " عرط " فاضي ، ما نود قوله : إن ديوان المحاسبة الذي هو مؤسس أصلا بموجب الدستور لم يعد ذا معنى إن تعلق الأمر بالمحاسبة ، بعد أن شهدنا في الفترة الأخيرة أن عمل هذا الديوان يقتصر فقط على مراقبة موظفين يستخدمون سيارات الحكومة ، أو موظف أخذ سلفة ، أو أمين مستودع نسي كتابة لازمة من اللوازم ، وهلمجرا ، مع أن ديوان المحاسبة يحمل اسما لا متنتاهيا في المسؤولية التي يجب أن تحترم .
تآمرت مجالس نواب على ديوان االمحاسبة ، بل إن رئيس وزراء أسبق أدخل تعديلات على القانون باركه فيها بعض المنتفعين من المحسوبين على مجلس الأمة قبل سنوات ، ومن جهة موازية فقد أقحموا ديوان المحاسبة بصناديق النقابات وفعلوا الأفاعيل في ديوان لا يملك رئيسه من أمره شيئا ، بعد ما رأينا بأم أعيننا كيف أن رئيس الديوان ذهب إلى وزير الزراعة برجليه مع انه يفترض أن يأتيه الوزير زحفا ، والمصيبة أن البراري أطلع المصري على الإستيضاحات المتعلقة بالزراعة رغم أنها وردت في تقارير الديوان المختلفة .
لم يعد لديوان المحاسبة أي هيبة بعد أن أصبحت مرجعية الديوان مثل ( تلولحي يا دالية ) فهو لا مع ستي بخير ، ولا مع سيدي بخير ، وبدل أن نقول للبراري ، الدكتور الذي درس في أمريكا على حساب الدولة - يعطيك العافية ، اشتغل بموجب الصلاحيات الدستورية والقانونية التي لديك ، بتنا نرى البراري حائرا لا له في عير الفساد ولا في نفيره حتى بات الدكتور مصطفى البراري وكأنه رئيس ديوان كتبة استدعاءات بالمعنى الضمني المهني وليس الشخصي .
مسخرة المساخر ذلك القرار الذي تغول فيه رئيس وزراء أسبق على ديوان المحاسبة وقرر في ليلة ليلاء أن يروح البراري وقد فعل ، وذهب البراري إلى بيته كسير الجناح قبل أن ينصفه من جاء بعد رئيس الوزراء المعني الذي رد عليه اعتباره وأعاده إلى موقعه ، ولكنه لم يرد عليه جرأته .
وصل الأمر إذن برئيس الحكومة أن يقيل البراري ، وإن كان الأمر كذلك فما هي الحصانة التي كفلها الدستور للديوان ولرئيسه ، أو ما هي المساحة التي يعمل بها البراري منذ ترويحته ولغاية الآن ؟؟ .
لا شيئ طبعا سوى ما ذكرنا من أنه يطارد سيارات الحكومة التي تعمل بعد الدوام ، ويكتب تقارير لا تسمن ولا تغني من جوع ولا من مكافحة فساد في البلد .
لقد اصبح دور ديوان المحاسبة هامشيا وليس أصيلا في الرقابة على المال العام ، وعلى الإدارة العامة ، حتى بتنا نخاف أن يكون ديوان المحاسبة نفسه بحاجة إلى ديوان محاسبة .
نريد من مصطفى البراري أن ينتفض ، لأنه رجل يخاف المواجهة ونقول له بكل صراحة وأمانة : إن دليلنا على ما نقول كتبك المكتومة تلك التي لا ندري من هو صاحب القرار الذي يقرر فعلا أن هذا الكتاب مكتوم وأن هذا الكتاب مفضوح ؟؟ .
كيف سيعمل مصطفى البراري الذي يعتبر وجود مجلس النواب ضرورة أساسية من مقومات عمله ، وهل يجوز دستوريا أن يصدر الديوان تقاريره والمجلس غائب ، ونقول " المجلس " لأنه هو فقط صاحب الولاية الدستورية في تسلم تقارير ديوان المحاسبة .
طالما الامر كذلك ، فإن غياب مجلس النواب يشكل بالنسبة للديوان بعبعا لا يمكن البرء من صورة جبروته في ثنايا الذاكرة الوظيفية للبراري ومن هم معه ، فالر يس الرفاعي الآن بإمكانة إقالة البراري وبالطرق القانونية والدستورية، فإن كان بإمكانه إصدار قوانين مؤقتة وهي الأخطر في أي مسيرة ديمقراطية فكيف سيكون الحال بالنسبة للديوان وعمل الديوان ؟؟ .
الديوان مجرد صورة هزلية يتحكم بها رئيس الحكومة ، أي رئيس حكومة ، وإذا كنتم لاتصدقون ما نقوله فاسألوا معروف البخيت ، ومن ثم اسألوا نادر الذهبي ..
هذا يروحه وهذا يعيده ، في لعبة استعراض قوة ، بينما ملفات الفساد ترزح تحت نير الإحتلال .. أحتلال ما يعرف بـ " مؤسسة الفساد " التي أغرقت كل شيئ وأكلت الاخضر واليابس ، هذا إن بقي للأردنيين " يابسة " يقفون عليها .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات