عمان تستقطب 40% من السكان

تم نشره الجمعة 06 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:51 صباحاً
عمان تستقطب 40% من السكان
د. فهد الفانك

بموجب كتاب الجغرافيا المقرر الذي درسته كطالب في الصف الثالث الابتدائي في العام الدراسي 1943/ 1944 كان عدد سكان العاصمة 35 ألفاً أو 10% من سكان شرق الأردن البالغ 350 ألفاً ، ومع أن عدد سكان المملكة تضاعف منذ ذلك التاريخ 20 مرة فإن عمان تؤوي اليوم ثلاثة ملايين نسمة أو حوالي 40% من سكان المملكة.

كانت المملكة (الإمارة في حينه) تقسم إلى أربعة ألوية قبل أن تصبح اليوم 12 محافظة ، وقد عشت في لواء عجلون الذي كان يضم إربد وعجلون والمفرق وجرش ، ويسمى أحياناً اللواء الشمالي ، ويوصف أبناؤه بأنهم شمالات. وكان يمثل اللواء في البرلمان ثلاثة نواب أحدهم مسيحي.

الوضع السكاني الجديد تغير كثيراً وهو يخلق صعوبات وتحديات ، في مجالات التنمية والخدمات ، فكيف يمكن التعامل مع المحافظات على قدم المساواة مع أن أكبرها يعادل 28 ضعف أصغرها وهل تتحمل محافظة يقل عدد سكانها عن سكان جبل اللويبدة مجالس إدارية و(برلمانات) محلية ُمنتخبة (على أسس عشائرية) على أن يكون فيها مسؤول مالي حتى لا نقول وزير مالية محلي ، ووزير صحة محلي ، أي حكومة مصغرة وهكذا ، مما يعني أن حجم البيروقراطية سوف يتضاعف. بحيث نصبح شعباً من الموظفين.

هل يستطيع القطاع الخاص أن يموّل هذا الجيش الجرار من البيرقراطية المركزية (الراهنة) والبيرقراطيات المحلية (القادمة) ، أم أن العمل في السلطات اللامركزية سيكون تطوعياً أو خدمة علم؟.

لدينا نموذج معمول به للحكم المحلي وهو البلديات ، وتضم مجالس منتخبة وتتمتع بالاستقلالية ، ولها موازنات خاصة بها ، ولكن النتائج ليست مرضية ، فبلديات المملكة مثل الجامعات الرسمية ، غارقة في المديونية ، وما قد يتوفر لها من موارد مالية محدودة يذهب 70% منها للرواتب.

المحافظات بحاجة للتنمية ، هذا صحيح ولا خلاف عليه ، ولكن هل المطلوب أن يقوم أبناء المحافظة برسم الخطط وتوزيع النفقات واتخاذ القرارات بحجة أن أهل مكة أدرى بشعابها ، وهل أهالي المحافظات أدرى بخطط التنمية وتخصيص الموارد؟ وماذا عن المشاريع التي تغطي أكثر من محافظة ، ومن يوفق بين الموارد المتاحة التي تقل كثيراً عن الاحتياجات الملحة.

في المركزية عيوب ، ولكن عيوب اللامركزية في بلد صغير نسبياً ومجتمع تقليدي قد تكون أكبر.

(الرأي 2015-11-06)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات