دكانة سالم إرشيدات

حارة السكارنة تمتد من عند دكانة اللمع بشارع المستشفى الى دكانة سالم على شارع فلسطين، وتبدأ حارة الرشيدات من عند دكانة موسى الطبري الى دكانة ابو السعيد في شارع المستشفى السفلي، وسط حارة السكارنة دكانة الشيخ عواد واسمها بقالة الشعب. للاعلى في شارع البارحة دكانة ايوب ثم على امتدادها بقالة اخرى بجانب مطعم ابو فارس الفوال ومن الاتجاه الاخر بقالة على الزاوية قرب درج سوسان تحت فرن طخشون، ونزولا مقابل مجمع الغور القديم دكانة ابو خيرية، بعدها دكانة اخرى على الزاوية اسفل منزل الدكتور الشلبي ابن ياسين المطهر، اما في حارة سمخ فلم يكن فيها بقالات ابدا، لكن في نهايتها بعد الدرج كانت تقع دكانة قاسم الخضر.

بعد دكانة سالم تأتي مباشرة دكانة محسن يفصل بينهما مطعم ابو محمود حرفيش الفوال، ثم محل ابو باسل وهذا كان ضروريا جدا لطبيعة البضاعة فيه. مقابله تقريبا بقالة ابو هاشم، ومن الجهة الاخرى العلوية كانت دكانة المكحل ومقابلها دكانة ابو عدنان عبندة.

المكان هو مربع تقاطعي لحارة السكران مع حارة الرشيدات وشارع فلسطين وشارع البارحة وشارع المستشفى اضافة لحارة سمخ وحارة درج العبيد الموازي لها وهذه كلها جزء من وسط اربد القديمة، ومن كل ما ذكر كانت دكانة سالم ارشيدات هي الاهم على الاطلاق لموقعها الاستراتيجي وسط المربع والاكثر من ذلك ان فيها تلفونا.

كانت الدكانة وسيلة الاتصال الوحيدة لخدمة الناس تلفونيا واكثر ما يكون لطلب سيارات الاجرة من تكسي بور سعيد او تكسي البرق. وكانت اشهر عنوان بريدي على الاطلاق، اذا يكفي ان يكون عنوان صاحب الرسالة اسمه وبجانبه بقالة سالم ارشيدات، وكان ساعي البريد يوصلها بانتظام وسالم الرشيدات «ابو خالد» يسلمها لاصحابها عن طيب خاطر.

تميزت كل دكانة بأمر ما، الشيخ عواد السمنة وألعاب العيد، ايوب كان يبيع الكاز الى جانب البقالة، اللمع يبيع حلويات الملبس والناشد، ابو السعيد يتاجر بأي شيء حتى الخبز الجاف، الطبري بقال صغير متواضع ـ ابو خيرية يبيع الفلافل ليلا، ابو هاشم الحليب، المكحل خضار وبقالة، ابو عدانان بقالة صغيرة لكل شيء، محسن الكازوز.

بقالة سالم مخزن كبير يتقدمه كاونتر عليه كرتونة كبيرة مخصصة لبزر البطيخ المحمص وبجانبها اخرى للقضامة الاستانبولية، وعلى زاويته مقعد وثير مخصص له بجانب التلفون.. الرجل كان وجيها ومشاركا في اصلاحات ذات البين، ولو انه يتسلم رئاسة الوزراء اليوم لالغى كل الدكاكين التي أكثرها بمسمى وزارات، ولو ان الشيخ عواد طرح عليه وزارة لقال اريدها وزارة الشعب «على اسم دكانته»، وليت دكانة سالم هي التي على الدوار الرابع الان.

(السبيل 2015-11-12)