الخليل وحدها

تصدرت محافظة الخليل الفلسطينية المشهد السياسي والإعلامي بشكل لافت خلال الانتفاضة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية شهر أكتوبر. هذه المدينة كانت الاوفر حظا في حصة عمليات الطعن والدهس التي نفذها أبناء المدينة وقراها ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين. كما ان المدينة امتازت بعدد الشهداء المرتفع الذي قدمته مقارنة مع باقي محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا سيما أن نسبة من هؤلاء الشهداء هم من النساء، وكانت آخرهن المسنة الفلسطينية “ثروت الشعراوي 75 عاما”، التي أعدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة 7/11/2015 لدى اقترابها من محطة للوقود في المدينة.
واضح ان مدينة الخليل تختلف عن كل مدن الضفة الغربية في نفسها الطويل تجاه مقارعة الاختلال وتقديم الشهداء وابقاء جذوة الانتفاضة في حدودها المقبولة.
في المقابل هناك محاولات حثيثة من جهات عدة لضبط ايقاع الخليل وانهاء الحالة الثورية التي ما زالت تشتعل في تلك المدينة المختلفة الثائرة التي لا زال بإمكانها تصدير العدوى لكل فلسطين.
بالامس كانت هناك اعتقالات كثيفة هدفها ترويض المدينة التي لم تهدأ الى اليوم وبقيت مصرة على تحويل المشهد الفلسطيني الى حالة ثورة عارمة.
ماهية الخليل وكيميائها المجتمعية وطبيعتها ونسيجها وثقافتها كلها أسباب سمحت بتصدرها للمشهد خلال الأسابيع الستة، هذا ناهيك عن طوبغرافية وتاريخها المقاوم.
أما السبب الابرز فهو في ظني مرتبط بخبرة اهل الخليل المؤلمة مع تقسيم الحرم الابراهيمي التي جعلتهم يستشعرون اكثر الخطر المحتمل وقوعه على المسجد الاقصى.
(السبيل 2015-11-17)