خسائر الكهرباء إلى متى؟

تم نشره الأربعاء 18 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:54 صباحاً
خسائر الكهرباء إلى متى؟
د. فهد الفانك

بموجب برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي قبل ثلاث سنوات ، فإن خسائر شركة الكهرباء الوطنية كان يجب أن تنتهي في عام 2017 بحيث يتم استرداد الكلفة كاملة. وقد وضعت الحكومة في حينه خطة عملية وجدولاً زمنياً لتحقيق هذا الهدف ، ولكن لا يبدو أنه سوف يتحقق في الموعد المقرر.

كان هذا عندما كانت أسعار البترول والغاز عالية جداً ، أما وقد هبطت إلى النصف ، فقد كان المفروض أن يتحقق الهدف المرسوم في وقت أقرب مما كان مأمولاً قبل ثلاث سنوات.

لكن هذا لم يحدث ، وما زالت شركة الكهرباء الوطنية تحقق خسائر تقدر في العام الحالي بمبلغ 385 مليون دينار ، مقارنة مع 2ر1 مليار دينار في العام الماضي ، وقد توقع البنك الدولي أن تستمر الخسائر في 2016 و2017 وإن بمبالغ متناقصة.

عندما تصل الخسارة السنوية إلى صفر في عام 2018 (إن شاء الله) فإن مديونية الشركة ، أي خسائرها المتراكمة تكون قد قاربت 6 مليارات من الدنانير ، تشكل أكثر من ربع الدين العام.

خسائر شركة الكهرباء الوطنية لا تعود لسوء الإدارة أو المنافسة وظروف السوق ، بل نتيجة مباشرة لسياسة الدعم الحكومية التي جعلت من تعرفة الكهرباء أداة لإعادة توزيع الدخل القومي عن طريق تسعير الكهرباء ، ليس حسب كلفتها ، بل حسب قدرة المكلف على الدفع.

بهذه الطريقة تم رفع التعرفة بشكل حاد على البنوك وشركات الاتصالات والتعدين وظلت التعرفة رمزية على الشرائح الدنيا بما فيها المكاتب والمحال التجارية والصناعية والزراعية الموصوفة بأنها صغيرة.

مراجعة التعرفة سنوياً لا ُيقصد بها معاقبة الجمهور أو مستهلكي الكهرباء الصغار أو الكبار ، بل استرداد الكلفة الحقيقية والتوقف عن تسجيل الخسائر وتغطيتها بقروض مصرفية بكفالة الخزينة لتضاف إلى الدين العام الذي وصل إلى مستويات عالية وغير مقبولة.

تحت ضغط النواب ، وحرصاً على شعبية الحكومة ، لم يتم الالتزام بالبرنامج ، واستمرت الخسائر ، ولولا انخفاض الأسعار العالمية للوقود لكانت الخسائر بالمليارات.

ماذا عن المستقبل القريب ، وهل تتوفر الإرادة لدى الحكومة لربط التعرفة بالكلفة في مجال الكهرباء كما تم ربط الأسعار بالكلفة في مجال المحروقات؟ وما هو برنامجها ليس لإلغاء الخسائر الجارية فقط وهي محدودة بل لاسترداد الخسائر المتراكمة أيضاً وهي فادحة.

(الرأي 2015-11-18)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات