مصير الأسد

برز في خطابات زعماء الدول المهمة وممثيلها في قمة العشرين الحديث عن دور بشار الأسد في مستقبل سورية، وما اتفق بشأنه على ما بدا خلال مرحلة انتقالية لمدة ستة أشهر تجري خلالها انتخابات. ففي حين أعلن الرئيس أوباما موقف واشنطن الرافض لوجود الاسد واستمراره محملا إياه مسؤولية ما يحدث للشعب السوري، أعلن مقابله وزير الخارجىة الايرانية عن ضرورة مشاركته بالانتخابات في المرحلة الانتقالية، وبين الموقفين الصريحين جدا تختفي تفاصيل كثيرة لا يمكن ان تكون غائبة عليهما والاطراف الرئيسة في الازمة السورية.
يدرك الجميع ان المشكلة لا يمكن تركيزها بمجرد شخص بشار فقط، فهو إن تنحى الآن فجأة من تلقاء نفسه فان الحال سيبقى نفسه، او انه سيتحول الى أكثر تعقيدا، ولو انه مجرد فرد منعزل لما وقف الى جانبه أحد، غير ان واقع الامر يقول انه يقود جيشا نظاميا واجهزة ومؤسسات ومؤيدين من السوريين في الداخل واللاجئين ايضا، بما يعني ان غيابه طوعا او عبر تفاهمات دولية لن يلغي ما يمثله، وانما يستوجب بديلا ليقود الحالة، ومن جهة اخرى لتأمين استمرار مصالح المتحالفين والداعمين لها. اما غير ذلك فان آخرين كثرا غيره ستكون رؤوسهم مطلوبة، وهذا ما لم يتناوله أحد ويخص مصير اقطاب النظام، والحال لن يتيح مطلوبين بعدد أوراق اللعب كما حصل بعد إسقاط صدام.
في الحالة السورية لا يمكن اختزال الازمة بشخص فرد كما يردد حول الاسد؛ لأنها ليست شخصية وإن هي كذلك بالنسبة للبعض، والاقرب للعقل في ضوء ما يبرز من تفاهمات ومعلومات ان المرحلة الانتقالية يجري التحضير لها، وان الهجمات المكثفة على داعش جزء من الامر، ويبدو انه تم الاتفاق على إنهاء دور الاسد كفرد وليس كنظام، ولن تمانع موسكو ان تكون مقرا له لما يحن موعد المغادرة، وبالضرورة ان يلتحق به غيره بعد تأمين المرحلة الانتقالية التي مخطط لها ان تفضي الى تأمين مصالح الاطراف المتصارعة، وفي مقدمتها روسية التي ستعزز وجودها في مناطق الساحل السوري كهدف استراتيجي.
(السبيل 2015-11-18)