مصير الأسد

تم نشره الأربعاء 18 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:52 صباحاً
مصير الأسد
جمال الشواهين

برز في خطابات زعماء الدول المهمة وممثيلها في قمة العشرين الحديث عن دور بشار الأسد في مستقبل سورية، وما اتفق بشأنه على ما بدا خلال مرحلة انتقالية لمدة ستة أشهر تجري خلالها انتخابات. ففي حين أعلن الرئيس أوباما موقف واشنطن الرافض لوجود الاسد واستمراره محملا إياه مسؤولية ما يحدث للشعب السوري، أعلن مقابله وزير الخارجىة الايرانية عن ضرورة مشاركته بالانتخابات في المرحلة الانتقالية، وبين الموقفين الصريحين جدا تختفي تفاصيل كثيرة لا يمكن ان تكون غائبة عليهما والاطراف الرئيسة في الازمة السورية.

يدرك الجميع ان المشكلة لا يمكن تركيزها بمجرد شخص بشار فقط، فهو إن تنحى الآن فجأة من تلقاء نفسه فان الحال سيبقى نفسه، او انه سيتحول الى أكثر تعقيدا، ولو انه مجرد فرد منعزل لما وقف الى جانبه أحد، غير ان واقع الامر يقول انه يقود جيشا نظاميا واجهزة ومؤسسات ومؤيدين من السوريين في الداخل واللاجئين ايضا، بما يعني ان غيابه طوعا او عبر تفاهمات دولية لن يلغي ما يمثله، وانما يستوجب بديلا ليقود الحالة، ومن جهة اخرى لتأمين استمرار مصالح المتحالفين والداعمين لها. اما غير ذلك فان آخرين كثرا غيره ستكون رؤوسهم مطلوبة، وهذا ما لم يتناوله أحد ويخص مصير اقطاب النظام، والحال لن يتيح مطلوبين بعدد أوراق اللعب كما حصل بعد إسقاط صدام.

في الحالة السورية لا يمكن اختزال الازمة بشخص فرد كما يردد حول الاسد؛ لأنها ليست شخصية وإن هي كذلك بالنسبة للبعض، والاقرب للعقل في ضوء ما يبرز من تفاهمات ومعلومات ان المرحلة الانتقالية يجري التحضير لها، وان الهجمات المكثفة على داعش جزء من الامر، ويبدو انه تم الاتفاق على إنهاء دور الاسد كفرد وليس كنظام، ولن تمانع موسكو ان تكون مقرا له لما يحن موعد المغادرة، وبالضرورة ان يلتحق به غيره بعد تأمين المرحلة الانتقالية التي مخطط لها ان تفضي الى تأمين مصالح الاطراف المتصارعة، وفي مقدمتها روسية التي ستعزز وجودها في مناطق الساحل السوري كهدف استراتيجي.

(السبيل 2015-11-18)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات