الشيشاني ليس روسيا

اللاجئون الفلسطينيون في الأردن قدموا من فلسطين وليس من «إسرائيل»، والا لكانوا إسرائيليين، او أن هناك فلسطين أخرى غير التي يعرفها الناس؛ التي هي من النهر الى البحر وعاصمتها القدس، وأشهر مدنها حيفا ويافا وعكا والناصرة ونابلس وباقي المدن التي ما زالت قائمة حتى الآن ان في القسم المحتل من اليهود عام 1948 او الذي احتل عام 1967.
التعداد السكاني المزمع تنفيذه تكشف انه لا يستهدف عد السكان كإحصاء عام فقط، ولو انه لهذه الغاية لما تطلب الامر قائمة استبيان لاسئلة اخرى غير ما هو عدد افراد الاسرة، علما ان كل الاردنيين مسجلون في الكشوفات الرسمية ومعروف عددهم الاحياء منهم والاموات، وكذلك المقيمين والمغتربين. واكثر من ذلك، فإنه معروف للجهات المختصة اصل وفصل كل الاردنيين من شتى الاصول والمنابت وكيفية اكتساب الجنسية الاردنية لكل منهم.
والامر يدفع للتساؤل حول الهدف الحقيقي من التعداد لوجود اسئلة اخرى ضمن الاستبيان المستخدم، والذي منها الاستفسار عن بلد القدوم الذي أثار جدلا ورفضا لاستعمال كلمة «إسرائيل» وليس فلسطين. وطالما ان معنى شتى الاصول والمنابت في جوهرها تعني الاردنيين من شرق النهر والذين من غربه واللاجئون منذ عام 1948، وكذلك الذين من الشام او اليمن او العراق والحجاز، وايضا الذين من القوقاز الشركس والشيشان، ومثلهم الذين من تركيا وأرمينيا او اي مكان آخر وهم جميعا الآن اردنيون غير خافين وليس منهم من يتنكر لجذوره، ولسوف يكون جواب أي مواطن من الشيشان اصلا انه منها وليس من روسيا ان وجه له سؤال القدوم، والحال نفسه ينطبق على الجميع، ولن تجد دائرة الاحصاء من يقول انه قدم من «إسرائيل» أبدا.
(السبيل 2015-11-22)