بكم تتوهج الشمس أكثر ولا تنطفئ في غيابكم!

تم نشره الإثنين 23rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:35 صباحاً
بكم تتوهج الشمس أكثر ولا تنطفئ في غيابكم!
د. ديمة طارق طهبوب

فهل تفكرتم يا سادة لمَ كانت حياة المصطفى كتابا مفتوحا في غير باب الاقتداء؟ هل يكون الحب والقربى والعلاقة الخصوصية والانطباع المتفرد غايات أخرى من معرفة سيرته؟ هل أنت مقصود بذاتك؟ هل لك رسالة مبعوثة منذ أمد باسمك ولما تصلك بعد؟

هل يصح ما قاله تميم في برداه؟

وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا

بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا

لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى

مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا

وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً

يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا

شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا

هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا

يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا

وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا

هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً

بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا

هل لو فقهنا السيرة حقا لامتدت الدروس والعبر وكأنه ما زال بين ظهرانينا؟ كم مسكوت عنه من الفوائد واللطائف التي تنتظر ان تتجلى مزيدا بمعان جديدة في قلوب مشوقة وعقول متقدة تنظر الى كل آية ربانية وتوجيه نبوي لتسأل ماذا أراد الله ورسوله ان يقولا لي؟! لي أنا، وكأنك القائم وحدك على حياض هذا الدين رغبة ومحبة وجلدا وتحملا وعزيمة

ان هذا التوحد الوجداني هو الذي يكفل صدق الاقتداء وصدق المحبة التي جعلت صحابيا يظل واقفا على باب المصطفى باكي العينين مكسور القلب غير صابر على فراقه في الدنيا هلعا ألا يكون في منزلته في الجنة!

من تلك الصفحات المنيرة الأثيرة صفحة من عمر المصطفى ما قبل النبوة، صفحة الارهاصات التي شكلت شخصية النبي قبل البعثة، صفحة زواجه من خديجة، تلك المرأة العظيمة سمعة وعائلة وجاها ومالا. ماذا خطر ببال محمد بن عبد الله الشاب الصادق الأمين الذي عمل لديها في التجارة؟ هل توجس من مكانتها وتفوقها وخبرتها؟ هل تساءل ماذا سيضيف لها كزوج مع رقة حاله وهي من هي في قومها؟ ماذا كانت نواياه في أسرته؟ هل كان ليرفض دين قريش ونمط حياتها ثم تكون أسرته مجرد أسرة أخرى من هذه القبيلة لا يميزها شيء؟ هل أشرقت مزايا خديجة رضي الله عنها بعد الاسلام فقط زوجة وأما أم أنها كانت في مرحلة تكوين أيضا لتسطع وتشع بألق وضوء ظل بازغا وقد مرت بعدها كثيرات ولكنها الأم الأولى وما أبدل الله الرسول خيرا منها، نعم لقد كانت نجما ساطعا قبل محمد ولكنها توهجت به زوجا ونبيا فصارت من الأوائل او الأولى في كل شيء وكما جاءها طالبا الأمان من الخوف والتأييد والنصرة في حياتها نصب راية الفتح عند قبرها بعد دخول مكة وكأنه يخاطب روحها مخبرا عن حصاد بذرت بذوره الأولى معه، كانت خديجة امرأة عظيمة قبل محمد وبه ومعه اكتملت عظمتها.

قليلون هم المقتدون من الرجال بهذه الصفحات، الذين يرون في المرأة مشروعا وفتحا ونجاحا فيصرون ان يكون لهم دور في اطلاقه وصيانته ونجاحه ويرون بذلك نجاحا وفخرا لهم، دورا عن قناعة ورغبة وايمان وليس تفضلا ولا منة.

يوم جعل الرسول تأديب الاناث والاحسان اليهن مدخلا الى الجنة وسترا من النار لا بد أن المعنى في الحديث أكبر من تعليم الاخلاق والقيام بالمعيشة، انها التربية التكاملية التي جعلت من فاطمة الزهراء أنموذجا وقدوة متبعة وسفيرة فكرة نودي أبوها باسمها، أبا الزهراء، وتشرف بها ابن عمها ولم يعاتبها ان تعبت يوما من اعمال البيت فطلبت خادمة بل ذهب معها ليقضي حاجتها، لم يعاتبها لما غضبت بل تركها وذهب للمسجد وعاد ووجهه معفر بالتراب يعتذر قالبا وقلبا، كانت فاطمة أكبر من بيت تعبت بعد بذل وجهد من خدمته، وأرقى من كلمات غضب خرجت على فجأة أن تعكر حالا واياما وسنين من العقل والمودة والرزانة، عند فاطمة كانت حسابات علي مختلفة فكان يرى الاستثمار فيها ومعها في ميزان تقدمته للأمة بل كان متوافقا معها الى حد التماهي وكأنه جزء منها وهي منه مصرحا بذلك علنا في شعره اذ قال:

وبنت محمد سكني وعرسي

مشوب لحمها بدمي ولحمي

للنساء ما يميزهن منفردات ولكن هناك رجال يجعلون التميز تفوقا وبلوغا وارتقاء كما هناك نساء يفعلن الشيء ذاته في حياة الرجال

قليلون هم صناع المجد، قليلون هم الذين يرون في المرأة مكسبا واجب التحصيل وثروة لا يضيعها لبيب

هي رسالة خاصة وجمعية خطها المصطفى قولا وعملا ومن بعده من المتبعين لكل رجل ذي قلب او سمع شهيد

فهل وصلتك الرسالة ام على قلبك أقفاله؟!

نستطيع ان نعيش كنساء ونتعلم وننجز ونتألق بعصامية تامة اودعها الله في البشر ان احسنوا العمل والتوكل ولكن الله وضعنا في حياتكم ووضعكم في حياتنا آباء منابع تربية وحنان واخوة منابع عضد وسند وازواجا منابع مودة ورحمة وابناء منابع بر وأجر لنكبر بكم وتكبرون بنا ونزداد بكم توهجا فوق إشراقنا.

كلامي الى الرجال الرجال الذين بمجيئهم تتغير الاقدار.. بمحمد أشرقت خديجة وفاطمة وأنتَ أين إشراقة شموسك؟

(السبيل 2015-11-23)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات