المنصب والنصيب

حرب اهلية حقيقية تدور رحاها في اربع دول عربية، ففي اليمن يتبادل اليمنيون القتل فيما بينهم كيمنيين وليس كمقاومة وقوات جيش مقابل جماعة الحوثي وصالح. وفي ليبيا مواجهات الموت بين الليبيين فيما بينهم وليس بين شرعية معترف بها واخرى ليست كذلك، وقد نسوا جميعا عمرهم المختار وتحولت ايطاليا الى صديق يدعم القتل المتبادل.
وفي العراق يقتل العراقيون بعضهم البعض ولا يملون الذبح منذ سنوات، وقد تحولوا الى زمر يعيدون حرب الطوائف وهذه المرة على قدر اعلى من تبادل وتأجيج الفتن، وما كان مثلها ليخطر ببال الحكمين ابو موسى الاشعري وعمرو بن العاص. والحرب في سورية الان اهلية بالوكالة ايضا، فإضافة الى تبادل القتل.. سوريا تستعين الاطراف بالمعادل الدولي لذبح السوريين اينما يسقطون بلا فرق ان هو روسيا او امريكيا طالما الذين يموتون من السوريين، اما قصة داعش فيها فلا فرق باستعمالها في دول الحرب الاهلية الاربع.
في واقع عدم الاختلاف الا قليلا فإن الشعب الفلسطيني يعاني حربا اهلية طالما استمر الخلاف والانشقاقات في صفوف ممثليه، ولو انهم على قلب قضية واحدة لكان الحال مختلفا، غير وان البحث في المصالحة الوطنية ما زال مستمرا فإن ذبح الفلسطينيين العزل سيستمر ايضا، ثم انه لم يسمع منذ فترة عن شهداء من الفصائل فأين هم يا ترى من انتفاضة السكاكين التي ابطالها اطفال وشباب وصبايا بعمر الورد.
حركة فتح منشغلة بعقد مؤتمرها، فهل هذه الحركة هي نفسها التي كان قائدها ياسر عرفات وابو جهاد، وحركة حماس مشغولة بمصير غزة اكثر ما يكون، فهل كان الشيخ احمد ياسين ليفعل ذات الامر. ثم اين هو الزعيم او الامين العام او الرئيس او اي من اعضاء اللجان المركزية والمكاتب السياسية ومن يطلق عليهم وزراء في السلطة الذي وقف علنا ودعا الى دعم الانتفاضة وتنحية الخلافات الى ما بعدها، وهل يعود من حق اي منهم ان يدعي انه قيادة فلسطينية وهو متفرج على الاجرام الاسرائيلي اليهودي وصامت كأنه موافق, وكذلك من من كل هؤلاء اطلق على زوجته ام الشهيد، فما البال بام الشهداء واخوانهم واخواتهم والقائمة تطول ولكن ليس لاي منهم فيها نصيب وانما منصب.
(السبيل 2015-11-25)