الخلاط كيري

سكاكين وحجارة ودهس وحرق اطارات وليس اكثر من ذلك ابد، وهذه هي فقط لا غير اسلحة شباب وصبايا الهبة الفلسطينية التي لم تصل بعد درجة الانتفاضة الشاملة التي من الممكن ان تكون بمشاركة كل الشعب الفلسطيني، ورغم عمرها القصير نسبيا فقد نالوا من العدو اليهودي الاسرائيلي عشرات الشهداء والاف من الجرحى والمعتقلين حتى الان، اضافة لهدم المنازل ونشر القوات المدججة بالاسلحة واقامة الاف الحواجز بغية التقييد والتضييق على حياة الناس وشل حركتهم وصولا لارادتهم كاستهداف استراتيجي مستمر طوال زمن الاحتلال المستمر.
خلال الشهرين الماضيين وقبل ذلك ايضا بكثير لم ينفذ اي من الفلسطينيين عمليات نوعية ضد الاحتلال، فلا تفجيرات ولا مفخخات ولا هجوم بالاسلحة ولا أيا مما اصبح يطلق عليه عمليات ارهابية، رغم ان مقاومة الاحتلال عمل مشروع بموجب القانون الدولي، كما انه لم يتم استهداف مدنيين، علما ان كل الاسرائيليين من العسكر عمليا، وخصوصا المستوطنين في الضفة الغربية، وكل الذين نفقوا منهم من الجنود المرسمين، وبالمقارنة لا يشكلون عشر بالمليون من الضحايا الفلسطينيين، وليس من داع لمقارنة الاسلحة، فلا يعقل مشابهة مقلاعية حجر بطائرة ولا السكين بالرشاش ولا الدهس بسيارة كالسحق بجرافة او دبابة.
وزير الخارجية الامريكي جون كيري يشبه «المولينكس» وقد وصل المنطقة امس واجتمع مباشرة مع نتنياهو واطلق تصريحا فوريا وصف فيه -خلطا- مواجهة الحجارة والسكاكين للرشاشات والدبابات الاسرائيلية بالاعمال الارهابية، وانها تعطل السلام، ولم يشر ابدا للقتل والاعدامات اليومية للفلسطينيين، ويبدو انه لا يعلم عنها وعن اعمال المستوطنين التي وصلت حرق الفلسطينيين احياء بأسوأ مما تفعله داعش طالما ضحاياها لم يجبروا على شرب البنزين كما يفعل المستوطنون مع الفلسطينيين.
واشنطن هي الراعية لمباحثات السلام مع السلطة الفلسطينية وليس الفلسطينيين، ولو ان كيري يشك بعباس واعوانه انهم مع الشباب المنتفض المقاوم بما تيسر لطلب منه اولا بلغة ديبلوماسية وقف الاعمال الاحتجاجية بغية العودة لطاولة المفاوضات، غير انه مدرك ان عباس سيستقبله في رام الله وسيبحث معه مسألة الارهاب الفلسطيني.
(السبيل 2015-11-26)