على خشم القيصر

تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة واضحة عنوانها «كفى عربدة» في منطقة الشرق الاوسط وأظنه فهم الرسالة وسيكون لها ما بعدها.
هذه الرسالة حملتها الصواريخ التركية، وتوجهت الى الطائرة الروسية فأسقطتها وأكاد أجزم ان ثمة علما اميركيا وغربيا بكل ذلك.
بعد سقوط الطائرة الروسية تغيرت قواعد الاشتباك السياسي في المنطقة فقد ظهرت اشارة «ممنوع المرور» لبعض الفوضى التي يمارسها الروس.
بوتين بعد زيارة طهران أظهر نفسه بعباءة شيخ المنطقة الذي يقرر مصيرها واعتقد ان الاجواء ملكه وان كل الرؤساء في المنطقة يشبهون بشار الاسد.
طبعا الاتراك استغلوا الحادثة تجاه تلويحهم بأنهم بصدد انشاء منطقة محايدة تحمي حدودهم وتمهد لمرحلة قاسية من الاحتراب داخل سوريا.
ايضا شكل اسقاط الطائرة رسالة للروس بأنهم لن يعربدوا بدون كلفة وان تورطهم في المستنقع السوري بات اقرب مما تعتقد موسكو.
اسقاط الطائرة طغى على المشهد وغيب بريق تفجيرات باريس ولعله خدم اجندة داعش من باب جانبي، فحين تختلف القوى الدولية يسهل توفر هوامش الحركة.
التطور الناجم عن سقوط الطائرة الروسية لن يصل الى مرحلة المواجهة العسكرية، لكنه سيثبت مرحلة جديدة من التموضع الامني والسياسي.
روسيا تورطت في سوريا وذكريات افغانستان ستعود والولايات المتحدة سعيدة بذلك، لكن للاسف من سيدفع الثمن والثمن سيكون من دمائنا.
(السبيل 2015-11-26)