قائد العملية يروي كيف طردت كتائب القسام جنود العدو من جبل الكاشف في حرب غزة

المدينة نيوز – معركة الفرقان معركة فاصلة على أرض غزة حفرت بسجل الأمجاد في تاريخ العرب والمسلمين ، كيف لا وهي التي امتزجت فيها صورة المعاناة مع البطولة والمأساة مع الشموخ، والألم مع العزة، والحزن مع الثبات، وامتزجت فيها صورة المجاهد المقدام الذي يحمل روحه على كفه مع صورة المواطن الصامد الذي يحتضن مقاومته ويسطر صفحات عظيمة من الوفاء والصبر والمرابطة على أرض فلسطين المقدّسة.

ولما لهذه المعركة من أهمية بارزة كان لزاما علينا أن نتحدث عن بطولات رجال هذه المعركة الذين قدموا نموذجاً مميزاً من الثبات على المبادئ والحفاظ على ثوابت الأمة، وانتصروا بفضل الله وبرغم إمكانياتهم المتواضعة على ترسانة العدو التي تكفي لاحتلال دول وتقويض أنظمة وسحق جيوش بأكملها.

(مثلث الموت ) اسم يحفظه جنود العدو الصهيوني المدججون بأقوى الأسلحة وأكبرها فتكا، فهذه العملية أظهرت حقيقة لا تحمل أي مجال للشك، وهي أنه برغم التفوق العسكري والتكنولوجي للعدو الصهيوني إلا أنه مال زال عاجزا على مواجهة رجال كتائب القسام في الميدان .

ففي يوم الثلاثاء 06/01/2009م، كان العدو الصهيوني على موعد مع من تعلم درس في فنون القتال من مجاهدي القسام وتلقينهم درسا لن ينسوه للابد .

وقد تمكن موقع القسام إجراء حوار خاص مع القائد القسامي أبو المعتصم أحد منفذي عملية مثلث الموت والمخططين لها واليكم نص الحوار :

- بداية أخبرنا عن توقيت ومكان العملية؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد، العملية حدثت بعد أن أعلن الصهاينة أنهم سيقومون بحرب برية وأنها على وشك البدء ، فبحمد الله استعد المجاهدون وانتشروا في الأماكن المخصصة لهم لصد العدوان الصهيوني على شمال قطاع غزة، وكان مكان العملية جبل الكاشف.



- ما الاستعدادات التي استعد لها المجاهدون قبيل العملية؟

بعد التوكل على الله عز وجل، وضعنا خطة الهجوم حيث قام مجاهدو القسام أبناء الوحدة الخاصة والذين تدربوا جيدا قبل الحرب لمثل هذه العمليات فاليوم نجني ثمار التعب والتدريب ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا، وأن تكون خالصة لوجهه الكريم.

فلقد قام المجاهدون بزرع خمس عبوات أرضية شديدة الانفجار تزن الواحدة أكثر من ثمانين كيلو جرام ووضعت بشكل دائري وبالمحاور التي نتوقع دخول الصهاينة منها.

وتم إعداد مدفعين هاون عيار 120 ملم، كما تم تجهيز سلاح الدوشكا ليشارك في العملية، وسلاح القنص كان جاهزا للمشاركة.



‑ كيف بدأت العملية وكيف انتهت ( تفاصيل العملية) ؟

كعادته قام الصهاينة باستهداف جبل الكاشف وقصفه قصفا كثيفا حتى يسهل عليه التحرك ولكي يضمن عدم وجود أي مجاهد على جبل الكاشف، وبعد القصف العنيف تقدم الصهاينة على جبل الكاشف، وبفضل الله عز وجل لم تتأثر العبوات الناسفة أو تصب بأذى.

في ذلك الوقت كان جهاز الرصد على أتم الجاهزية فأخبرنا بتقدم عدد كبير من المشاة يفوق الثلاثين جنديا صهيونيا، وعندما وصل إلى الهدف أدركنا أنه الوقت المناسب لتنفيذ العملية.

وتمت العملية كالتالي:

1- تم تفجير العبوات الخمس على جبل الكاشف.

2- قصف المكان بقذائف هاون من عيار 120ملم.

3- استخدام سلاح الدوشكا لقصف المشاة حتى لا يتمكنوا من إسعاف المصابين، وبعد إسكات النيران ستبدأ عملية الاقتحام.

4- تم استخدام سلاح القنص حيث قام قناصان من القسام باستهداف الجنود الفارين من المعركة.

وبعد التفجير بإذن الله عز وجل وقصف بالهاون والدوشكا وبعد أن توقفت النيران بدأت عملية الاقتحام حيث اقتحم المجاهدون جبل الكاشف بالطرق الخاصة وأجهز أحد المجاهدين على 3 جنود صهاينة، وكان هناك الكثير من الجنود الملقين على الأرض، ولكنه فضل خطف جندي صهيوني على الإجهاز على البقية، وحاول سحب أحد الجنود فأطلقت طائرة استطلاع صاروخ على المجاهد فأصيب وانسحب من المكان.



- أخبرنا عن تضحيات القسام، وخسائر العدو؟

بفضل الله تم إصابة مجاهد واحد فقط من كتائب القسام، ولقد أعلن العدو الصهيوني عن مقتل 3 جنود صهاينة، وإصابة 23 آخرين من بينهم قائد الوحدة .

وكان هذا أول وصول للعدو إلى الشمال فكانت عملية مثلث الموت ضربة قاسية للعدو.



- لماذا أطلقتم على هذه العملية اسم ( مثلث الموت) ؟

هذه العملية تم تنفيذها من أكثر من جانب، وتم استخدام العديد من الأسلحة الهاون والعبوات الناسفة والدوشكا والقنص والاقتحام، فكان الموت يأتي للصهاينة من كل جانب.



- بعد نجاح العملية ماذا كان رد فعل الصهاينة ؟

قام الصهاينة بعد هذه العملية بقصف عشوائي، وقصف مبان مدنية ولقد أصيب بحالة من الجنون، وقصف منازل المواطنين في مربع مسجد الصالحين ومناطق مأهولة بالسكان، وبفضل الله تمت العملية بنجاح ولم نر بعدها جنودا صهاينة على الجبل.



- أنتم على استعداد لمعركة قادمة مع الاحتلال وتنفيذ عمليات نوعية؟

بفضل الله نحن جاهزون لحماية شعبنا، وأرواحنا مقدمة رخيصة في سبيل الله عز وجل، فنحن بإذن الله سنكون على قدر الأمانة، وسيذوق العدو الويلات تلو الويلات في حال أقدم على حماقة وحرب جديدة، ونحن على أتم الجاهزية، ونعد العدو بالعديد من العمليات مثل عملية مثلث الموت. ( موقع كتائب القسام )