الحكومة كيف تفكر؟
لست مع عملية التسخيف والتبسيط الذي يمارسه بعض الزملاء الكتاب تجاه قرارات الحكومة الأخيرة برفع أسعار «جرة الغاز» ورفع قيمة رسوم ترخيص السيارات.
كما أنني لست مع تصوير الحالة في البلد وكأنها على حفة الهاوية؛ فرغم تقديري للاحتقان المتصاعد والخطير الذي نعيشه الا اننا في الأردن قادرون على تقدير دقة الظرف وطبيعته.
يجب أن نقلق جميعا من طريقة تفكير الحكومة فرئيسها وفريقه الاقتصادي يتعاملون معنا بمنطق «المحاسب» الذي لا يعرف الا الرقم، ولا يريد ان ينظر للمخاطر الامنية والاجتماعية.
ولعل الدكتور عبدالله النسور وهو ابن السياسة يراهن أكثر على ذلك الشباك المطل على سوريا، فترعبنا الدماء والاشلاء فنكظم الغيظ؛ مما جعله يتمادى على كل احتمال للرفض والانفجار.
نعم صبرُنا كأردنيين على حكوماتنا ليس حبا فيها او قناعة بأدائها لكنه الوطن الذي خشينا على أمنه وخشينا من المتربصين به بعد ان انفلتت المنطقة من عقالها.
علينا ان نتذكر ان حكومة النسور رفعت الدعم عن المشتقات النفطية في توقيت كان الحراك يعيش فيه أقوى حالاته وتجلياته ومع ذلك بقى قرار النسور واستمر.
إذا نحن أمام حكومة تلعب بنا على قاعدة «استثمار مخاوفنا» وتراهن على «وطنية الاردنيين» الذين يخافون من عبث اللحظة ومن جنون الاقليم.
لكن الحكومة لم تسأل نفسها الى متى سيصبر الناس؟ لم تتساءل عن سعة الصبر ومداه ومتى سينتهي؟ وهنا أقول إنها حكومة لا تفكر ولا تتقن التفكير.
الحكومة تصحو صباحا لتفكر فقط بالخزينة ورفدها بالاموال دون أدنى شعور منها بما يعانيه الناس وما قد ينجم عن سلوكها من غضب وتحولات اجتماعية.
نحتاج الى حلول خلّاقة والى عقليات مختلفة تستطيع ان توازن بين أزمتنا الاقتصادية من جهة، وبين حجم الحنق والضيق المجتمعي، وهنا يا سادة يكمن سؤال المليون.
(السبيل 2015-12-06)
