البحث عن الصابونة

مشاركة المواطن بحجم الموازنة العامة للدولة تكاد تكون الاكثر على الاطلاق محصلة منه رسوما وضرائب وبدل خدمات اكثر من مستواها بطبيعة الحال. اما مشاركة الحكومة بها تكاد تكون الاقل تماما، فهي التي تصرف بالاتجاهات كافة وغالبا دون حساب، وبدلالة مراقبة ديوان المحاسبة الذي غالبا ما يكشف الهدر ويكون كبيرا فما البال بالمصروف فعلا، وباضافة الرواتب العليا وما يخصص لجهات بعينها فان الاكيد ان الرقم الاعلى من المصروفات انما يكون حكوميا بامتياز، والحال يعني ان الشعب مسخر لخدمة الحكومة والصرف عليها رغم ان العكس هو الاصل.
الرأي العام الاردني لا يهم الحكومة ولا اي جهة رسمية ذات اختصاص، ولم يحصل قط تنظيم اي استفتاء لاي امر لاخذ رأي الشعب، اما استطلاعات الرأي العام فانها دائما موجهة ولم تفلح مرة بافصاح اي غضب للناس بقدر ما تأتي نتائجها دائما لصالح شعبية الحكومة والرضى عن ادائها. ولو طلب من الناس التصويت على الموزانة عبر صفحاتهم على مواقع التواصل لاسقطت ومن اعدها ايضا، وذات الحال بالنسبة للرئيس عبدالله النسور ومن يشد على يده ايضا، ويكفي لذلك الاسعار غير المعتادة تاريخيا لابسط الضروريات من غذاء ودواء، وبدلالة اسعار الخضار التي هي اعلى من الفواكه، فمتى كان الامر كذلك.
«نواب الشعب» اعلنوا امس غضبهم ورفضهم سياسة الحكومة الاقتصادية، ومنهم من لوح بطرح الثقة او تقديم الاستقالات الجماعية، غير ان غدا لناظره قريب، ولسوف تمرر الموازنة بتعديلات طفيفة عليها كما حصل بقصة رفع الكهرباء لما استقرت على سبعة ونصف بالمئة وهي النسبة المطلوبة اساسا، غير ان الحكومة بدأت المزاد من عند خمسة عشر بالمئة، فاعتبر النواب التنزيل نصرا رغم انه هزيمة خبيثة اكثر من كونها نكراء.
هناك فيلم عربي مصري قديم قليلا اسمه لا عزاء للسيدات، حيث يتم استغلالهن بالمناسبات كافة ولم تفلح محاولة انتصار لهن سوى تامين السترة والستيرة، وبطل الفيلم الاردني الذي هو بذات الفكرة لن يؤمن حتى الان سوى الفضائح، واكثر من ذلك يتباهى كلما كشف سترا، والا ما معنى التباهي بدعم الحكومة لجرة الغاز بـ25 قرشا باعتباره رقما ودعما فلكيا، ويبدو ان الذين نجوا من حريق الحمام هربا.. هم من يتولون زمام المبادرة رغم عدم اكمالهم للاغتسال.
(السبيل 2015-12-07)