أهداف ، توقعات أم تمنيات

تم نشره الثلاثاء 15 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 01:22 صباحاً
أهداف ، توقعات أم تمنيات
د. فهد الفانك

عندما كشفت وزارة المالية عن مشروعها لموازنة 2016 ، لم تقدم أرقاماً صماء فقط مما يهم المحاسبين ، بل ألقت ضوءاً على أوضاع الاقتصاد الأردني من خلال عرض أبرز المؤشرات الاقتصادية الراهنة والمتوقعة على المدى القريب ، وهي تغطي خمس سنوات تبدأ في 2014 بأرقام ومؤشرات فعلية ، ثم 2015 بأرقام متوقعة ، ثم السنوات الثلاث التالية بأرقام مستهدفة.

الأرقام والتوقعات والأهداف التي طرحتها وزارة المالية ليست مطابقة لما ورد في وثيقة الأردن 2025 (الرؤية العشرية) ، وأحياناً ليست قريبة منها ، مما يوحي بأن الوزارة أكثر واقعية من الرؤية الطموحة.

كنا نفهم هذا الاختلاف بين توقعات الوزارة وتقديرات الرؤية العشرية لو تم بعد عدة سنوات ، نظراً لتغير الظروف المحلية والدولية ، ولكن ليس مفهوماً أن يحدث ذلك في أرقام السنة الأولى للرؤية ، أي قبل أن يتغير شيء أو تحدث تطورات لم تكن بالحسبان عند إعداد الرؤية.

تدل المقارنة بين المجموعتين من المؤشرات الاقتصادية على أن الرؤية أعطت مؤشرات اقتصادية مبالغاً فيها بدرجة كبيرة ، وأن وزارة المالية أعطت مؤشرات مبالغاً فيها أيضاً ، ولكن بدرجة أقل. وحتى توقعات الوزارة لأرقام 2015 ربما كانت أعلى من الأرقام الواقعية التي ستظهر بعد شهور.

نحتاج لتفسير أسباب التطورات الإيجابية الواردة في الرؤية وفي تقديرات وزارة المالية. وعلى سبيل المثال: إذا كان النمو الاقتصادي في 2015 في حدود 5ر2% ، فلماذا نتوقع أن يرتفع في 2016 إلى 7ر3% ، وفي 2017 إلى 5ر4% ، وهل هناك معطيات منتظرة لا نعرفها تدعو لذلك ، ولماذا لا نحتاط لأسوأ الاحتمالات.

لا يتوقف الأمر عند معدل النمو الاقتصادي ، فالتوقعات المنشورة تدل على أن جميع المؤشرات المالية والاقتصادية سوف تتحسن بدرجة ملموسة لمجرد مرور الزمن ، فالتضخم سوف ينخفض خلال السنوات الخمس في كل سنة منسوباً للسنة السابقة ، ومعدل نمو الصادرات سوف يرتفع سنوياً إلى ما لا نهاية ، أما العجز في الميزان التجاري وفي الحساب الجاري لميزان المدفوعات فسوف ينخفض سنة بعد أخرى وهكذا...

جميل أن نكون متفائلين ، وأن نتطلع للأفضل ، ولكن يجب التفريق بين التمنيات والتوقعات والأهداف.

طالما أن باب التمنيات مفتوح بدون ضوابط ، فإننا نتمنى أن تأتي الأرقام الفعلية أفضل مما تتوقع وثيقة الموازنة وأفضل مما تتمنى الرؤية العشرية!!.

(الرأي 2015-12-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات