الموقف الأردني

واضح جدا أن الاردن كانت ستوافق على الدخول في الحلف الاسلامي المكافح للارهاب الذي أعلنته المملكة العربية السعودية قبل يومين.
الناطق باسم الحكومة الدكتور محمد المومني صرح ان الاردن مع أي جهد لمكافحة الارهاب وهذا موقف اردني ثابت وليس بالجديد.
تصريح وزير الاعلام دقيق وفيه رسائل كثيرة، أهمها انه لم يخصص في ترحيبه الحلف السعودي بل ذهب الى التعميم كأنه لا يريد اغضاب احد ويريد ارضاء الجميع.
قد تكون هذه السياسة منطقية في مراحل تكتيكية، لكنها لن تصمد في النهاية لا سيما اذا ما بدأ الاستقطاب يأخذ طريقه نحو الصعود والاصطفاف. الموقف الاردني من الاستقطاب الجاري في المنطقة لا زال حرجا وضبابيا والسبب اننا لسنا طرفا بعيدا عن الاقليم بل نحن طرف اصيل ومتاخم لنقاط التماس.
من هنا يأتي القلق الاردني، فمن جهة.. هناك مناطق جنوب سوريا التي تؤرقنا ولا بد من تنسيق مع الروس فيها كما اننا ننظر للحدود العراقية بمزيد من الترقب.
من هنا جاء الموقف الاردني رماديا مواربا يحاول ألا يصطف مع احد، ولكنه يقترب من الجميع تحت عنوان من درء الشرور ودفع الخطر.
هذه السياسة مفيدة لكنها تحتاج مع كل مرحلة الى تقويم واعادة دراسة، ولا بد من تحسينات على الموقف تنطلق من ثوابت مصالحنا الحيوية «امن الحدود ومنع تدفق موجات من اللاجئين».
القضية معقدة وتحتاج الى مرونة كبيرة فالمواقف الايدولوجية او الصارمة لا تصلح هنا، فالقصة اكثر فوضوية مما نظن وعلينا ان ننتبه ونتيقظ.
(السبيل 2015-12-17)