ترامب ليس وحيدا

ما الغريب في قطة تعوي أو كلبة تموء طالما الأسد يهدل، ثم كيف لبلبل بنهيق وأرنب بصهيل، وفيل يزقزق وخروف يزمجر، باعتبار الاستناد لفحيح تكشف أن مصدره بشر، وهؤلاء تحديدا غير معرضين أبدا لأي جلطة في الدماغ؛ لأن البحث عنه لم يجد نفعا، وقد تأكد استحالة القلبية لعدم إمكانية تجلط النفط.
اما الحديث عن كبت الحريات الصحفية بالأردن فيذكر تماما بحقوق النياق في سباقاتها عندما أنصفت وتم استبدال أطفال السياقة بالريبوتات التي حملت نفس السوط لجلد الناقة، وما زال جمل الشيخ يفوز، ليس بحكم الاستناد للصناعات اليابانية في الموضوع، وانما لكون بعير الشيخ فرس أصيلة لكل المناسبات. وقد تبدى أن حرية بعير بقدر حرية الصحافة العربية، ولم يعد مفهوما الامر رغم الفرق بين ملكة جمال النوق وملكة جمال العالم، وهذا أكثر ما يهم المرشح الرئاسي ترامب لكثرة عشقه وحبه للمسلمين.
اعترافا وبالمقارنة، وبعد أكثر من ثلث قرن انشغالا بالصحافة تبين أن أقسى ما يمكن لنيل عقوبة هو انتقاد او تناول حادثة في محيط بعنوان تعكير صفو العلاقات، وفي مرات قليلة هناك فركة أذن لغايات الاسترضاء طالما الامر محلي، ولو أن زكي بني ارشيد انتقد ما شاء هنا لما استمر حتى الان محجوزا. ثم يستمر الحديث عن كبت الحريات الصحفية في الأردن، ترى كيف حالها في معاقل اخرى، وأي حرية بها وهي لا تفرق بين القتلى الا على أساس من يموت أكثر من اي طرف.
لسنا هنا الأفضل على الاطلاق، ولا نحن حتى عند المستويات الأقل تخلفا، وتكفي مشاهدة الاستجداءات التي تنهال على رئيس الحكومة من صحفي مخضرم، يطلب عملا لمجرد انه عاطل منذ شهر فقط، رغم كل ما لديه ليتقاعد «كمفكر» من موقعه التاريخي المشرف جدا بالمعنى متعدد التفسير. ومن الممكن الاتفاق فقط مع قصة ان البلد ظالم، وكثيرا ما يكون الامر موجعا حد الذبح دون السماح ولو بقليل من أنين.
(السبيل 2015-12-17)