بقاء الاسد بقاء لروسيا في المنطقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد انه لن يسمح لقوة خارجية بتغيير الحكم في سورية ويامر قواته بتكثيف الغارات على المسلحين ويهدد تركيا بانه ممنوع عليها دخول الاجواء السورية... هذه الامور وغيرها تؤكد ان القاعدة القيصرية بالشرق الاوسط قائمة على معادلة عنوانها بقاء الرئيس بشار الاسد هو بقاء لروسيا في الشرق الاوسط والعالم ولهذا بعض الملاحظات نوردها بالاتي:
> قيصر روسيا في لقائه الاعلامي باكبر قاعة للصحفيين والمراسلين بموسكو المح الى بوادر اتفاق مع واشنطن حول استصدار قرار دولي بشأن سورية, وهو يحدد نقاط جرى التوافق عليها, وبعبارة اخرى فقد تزحزح عن مواقفة الخشبية السابقة خطوة واحدة بقبول الحل السياسي ليس على مبدأ النظام السوري بل وعلى قاعدة ايجاد اطار سياسي جديد يتيح الفرصة للمعارضة الخارجية ان تاخذ حصتها من السلطة بصورة واقعية, وبما يمهد في مراحل لاحقة لابعاده (اي الاسد) من السلطة.
> النقطة التي تتداولها وسائل الاعلام تتمحور حول اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في سورية باشراف الامم المتحدة ومشاركة السوريين بالخارج, وهذه النقطة ذهب الوزير وليد المعلم الى موسكو لمحاولة تغييرها باشراف دولي لا امم متحدة وبمشاركة السوريين الذين جرى اعتماد جوازات سفرهم وهوياتهم في سجلات السفارة السورية حصرا في العالم. والهدف ان الاشراف الدولي للنظام يتيح له مشاركة ايران والعراق وحزب الله في لبنان. بعبارة اخرى (تزوير ارادة السوريين) اما الاشراف الاممي فلا يسمح لحلفائه او غيرهم بالتزوير, واما مشاركة السوريين وهي الاخطر فالاتفاق »الروسي - الامريكي« الاخير وبعد زيارة الوزير جون كيري الى موسكو ولقائه سيرغي لافروف فان المشاركة بالانتخابات للسوريين ستكون بالمخيمات الاممية وبكل دول العالم وهذا يعني ببساطة انه لن يحصل على الفوز. فهناك اكثر من (2) مليون سوري لاجئ في تركيا وذات الرقم في الاردن اقل او اكثر وهؤلاء لن يصوتوا لصالح النظام بعكس الانتخابات السابقة حيث جرى شطبهم نهائيا.
> موسكو باتت تقتنع ببطء ان بقاء الاسد بالسلطة ليس في مصلحتها وانها راغبة بالحل السياسي ولكنها لا تريد شخصية موالية للغرب في الحكم ولن تسمح للقوى الاقليمية وخاصة تركيا والسعودية بايجاد البديل بل تريد بشار اسد باسم ثان في سورية يحافظ على مصالحها الاستراتيجية ويبقى في الفلك الروسي. ,ومما يدور في اروقة الكرملين هو ايجاد بديل للاسد من داخل النظام ليكون مرشحا للرئاسة بعد اقل من (18) شهرا ليتلاقى مع مرشح اخر من المعارضة. وواضح هنا ان رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب هو الشخصية الاكثر قبولا لدى المعارضة ولدى الغرب, والمشكلة تبقى قائمة في ان القيصر الروسي يريد استبدال بشار الاول ببشار الثاني دون تغيير في سياسة الدولة السورية نهائيا.
> واشنطن تسعى للسير بالحل السياسي وفق الرؤية الروسية وتحاول تغيير قواعد اللعبة الانتخاابية من خلال قناعتها بان الرئيس الاسد لن ينجح ولن يحصل على نسبة ال¯50% وان مشاركة جميع السوريين وباشراف اممي هو الحل العادل لمطالب المعارضة العلمانية مع الغرب, وهذه المقاربة الجديدة سوف يقبل بها النظام السوري لان رفضه يضعه امام خلاف مع ولي امره الروسي. ولهذا فان بقاء الاسد الاول والثاني هو بقاء لهيمنتها في المنطقة والعالم.

(المصدر: الديار الأردنية 2015-12-18)