مجلس الأمن الدولي يقرر!

تم نشره الثلاثاء 22nd كانون الأوّل / ديسمبر 2015 12:58 صباحاً
مجلس الأمن الدولي يقرر!
د. فهد الفانك

بعد خمس سنوات من الصراع الدموي في سوريا ، الذي ترك عدة ملايين سوري بين قتيل ولاجئ ونازح ، تحرك مجلس الأمن الدولي وأخذ قراراً بالإجماع عندما حصل تفاهم روسي أميركي.

الفرضية أن قرارات مجلس الأمن تعتبر أوامر على جميع الأطراف الانصياع لها. لكن هذا لا ينطبق في الحالة السورية ، حيث تعمل عشرات المليشيات المسلحة التي لا تعترف بمجلس الامن أو القانون الدولي.

جاء القرار بخارطة طريق لتحقيق السلام في سوريا تبدأ بوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات بين المعارضة والحكومة ، تفضـي إلى حكومة انتقالية خلال ستة أشهر، تهيئ لانتخابات عامة بعد ذلك بـ 18 شهراً. بعبارة أخرى فإن أزمة سوريا سوف تنتهي بعد سنتين.

من الصعوبة بمكان التوفيق بين الفصائل المسلحة لتصبح طرفاً واحداً يقف نداً للحكومة السورية ، كما دل مؤتمر الرياض الذي لم يلق إجماعاً من الفصائل المقاتلة ، واشتمل على أهداف يعرف الجميع أن الفصائل المتقاتلة لا تؤمن بها.

القرار الدولي يستثني داعش والنصرة باعتبارهما منظمتين إرهابيتين ، فهل تعتبر عشرات الفصائل المسلحة معارضة معتدلة سلمية ، هدفها تحويل سوريا إلى دولة ديمقراطية مدنية تعددية!...

لنفرض أن كل هذا حصل بمعجزة ، فماذا عن داعش والنصرة اللتين تسيطران على جزء كبير من سوريا ، هل ستعلنان الولاء للحكومة الانتقالية ، وتسليم الأراضي التي يسيطران عليها طوعاً إلى الحكومة الانتقالية.

ما زال الخلاف قائماً حول مصير الأسد علماً بأن إصرار البعض على إسقاطه ليس موجهاً ضده كشخص ، بل كعنوان للدولة ، فالمقصود هو إسقاط النظام والدولة في سوريا تماماً كما حدث في العراق وليبيا بحجة إسقاط صدام والقذافي.

هل تتلقى المنظمات المسلحة أوامرها من مجلس الأمن أم من الدول الداعمة لها بالمال والسلاح. وإذا اتفق الروس والأميركان ، فهل تتفق السعودية وإيران وهل توافق تركيا وقطر؟.

أميركا ترغب في إشراك المهاجرين خارج سوريا في الانتخابات الرئاسية المقبلة ظناً منها أن هذا يضمن عدم فوز الأسد في الانتخابات ، مما يعني أنها تقبل ضمناً أن يرشح الأسد نفسه في الانتخابات ، علماً بأن معظم المهاجرين السوريين جاؤوا من المناطق التي سيطر عليها الإرهاب ، وليس من المناطق الحكومية حيث الحياة طبيعية والمدارس والمحاكم تعمل كالمعتاد ، والمؤن توزع على العائلات بانتظام.

(الرأي 2015-12-22)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات