دروب الآلام الجديدة

مرت احتفالات رأس السنة الجديدة في العالم كله دون وقوع مجرد تفجير إرهابي من اي مستوى في اي عاصمة، وليس الظن بسبب الاحتياطات الامنية التي اتخذت بما فيها إلغاء الالعاب النارية ولا أن داعش كانت تحتفل ايضا.
ورغم مرور كل الوقت على تفجيرات الحادي عشر من ايلول في امريكا وتحميل المسؤولية لتنظيم القاعدة إلا انه ما زالت اصوات تخرج ببراهين وادلة بأنها كانت اعمالا استخباراتية مدبرة، وأكثر اصابع الاتهام الرافضة للنظرية الامريكية بالقصة ما زالت تشير الى اليهود الاسرائيليين باعتبارهم اكثر من استفاد من الحادثة وما زالوا يحصدون ثمارا حتى اليوم بعد أن وسعوا فتحة الفرجار نحو سورية وغيرها واستبدال الادوات باسماء جديدة مثل داعش.
المشاجرات الان من الممكن لها ان تتحول الى حروب، وقصة السعودية وايران مرشحة لذلك وليس غائبا ان رأس طهران مطلوب وان توسيع البيكار نحوها من الاهداف الصهيونية بالضرورة. والحال لا يفسر مكانة وحجم داعش وكيف يستمر قويا رغم كل الضربات وطالما ان الرياض ضده وطهران تواجهه عمليا في سورية، فمن تراه اكثر عملا على ارض الواقع في محاربة التنظيم.
جر المنطقة الى كارثة كبرى ومعها اكثر دول العالم سيتأتى من اول رصاصة تطلق بين ايران والسعودية، ويبدو ان التسخين قد بدأ بعد التفاهم التركي السعودي، ولان الحكومة الاسرائيلية ما زالت على خلاف مع انقرة فإن حله الذي يجري العمل من اجله بات وشيكا بدلالة اعلان تركيا شروطها واستعداد الاسرائيلي لقبولها او تفهمها، وكل ذلك بغية تجريد ايران من قوتها عبر خنقها اقليميا ومن ثم اعادتها الى الحضيرة الامريكية بالمقاس الاسرائيلي أيام الشاه.
في كل ما يجري ويتم الاستعداد له يبرز الشعب الفلسطيني كأكثر الخاسرين، اذ يجري تباعا طي صفحات قضيته وهي اليوم بالكاد تذكر جديا، أما النشاط اليهودي فانه بلا هوادة والقدس تقترب من ان تكون يهودية خالصة بعد اعلان حرق الكنائس فيها فما بال المساجد. أم المصيبة والطامة الكبرى فانها بقيادة سلطة رام الله، وليشر احد على اي نشاط لها منذ شهر، ترى ما هي اخبار عباس وماذا يفعل هذه الايام؟
(السبيل 2016-01-05)