انكماش القطاع التجاري

تم نشره الأربعاء 06 كانون الثّاني / يناير 2016 12:44 صباحاً
انكماش القطاع التجاري
د. فهد الفانك

تدل الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة على أن الصادرات الوطنية خلال الشهور العشرة الأولى من هذه السنة هبطت بنسبة 4ر6% ، وأن المستوردات هبطت بنسبة 3ر10% ، ومع ذلك فإن إسهام تجارة الجملة والمفرق في الأرباع الثلاثة الاولى من السنة ارتفع بنسبة 2% ، وكنا نريد أن نفسر هذه المفارقة بالتضخم لولا أنه سالب!.

العلاقة ليست مباشرة بين حجم الصادرات والواردات من جهة ومساهمة التجارة في الناتج المحلي الإجمالي من جهة أخرى ، فهناك عوامل أخرى تدخل في الحساب وتسمح للقطاع التجاري بأن يحقق فائضاً أكبر ، من حجم أعمال أصغر.

لماذا ينكمش قطاع التجارة الخارجية بشقيه الاستيراد والتصدير ، بعد أن جرت العادة على تحقيق نسب نمو سنوية عالية لكليهما.

صحيح أن هناك تباطؤاً اقتصادياً ، وانخفاضاً في معدل النمو ، ولكن النمو الاقتصادي ما زال إيجابياً مما لا يفسر هذا الانكماش.

من المرجح أن يكون انخفاض الصادرات عائداً إلى صعوبة الوصول إلى الأسواق العراقية والسورية ، كما يدل انخفاض حجم التبادل التجاري مع البلدين الشقيقين.

أما المستوردات ، فيعـود انخفاضها ، مقارنة مع ما كانت عليه في السنة الماضية ، إلى هبوط الأسعار العالمية للبترول إلى أقل من النصف ، بل أن المبلغ الذي تم توفيره نتيجة هذا الهبوط يساوي تقريباً حجم الانخفاض في المستوردات ، مما لا يستدعي البحث عن أسباب وعوامل أخرى لتفسير تراجع المستوردات.

من الناحية الهيكلية ، يلاحظ بأن النتائج كانت إيجابية ، فقد انخفض العجز التجاري بنسبة 8ر12% ، وارتفعت نسبة تغطية المستوردات من حصيلة الصادرات إلى 4ر38% مقابل 7ر36% في نفس الفترة من العام الماضي.

في جميع الحالات فإن مركز الأردن التجاري مكشوف. وهو يحقق عجزاً في الميزان التجاري مع معظم دول العالم ومع جميع الاتحادات الاقتصادية الدولية لغاية تسعة مليارات من الدنانير سنوياً.

هذه الحقيقة تفرض أن تتوفر للأردن موارد مالية بالعملة الأجنبية من مصادر أخرى لتغطية هذه الفجوة وسد العجز في ميزان المدفوعات. هذه المصادر هي :حوالات المغتربين ، ومقبوضات السياحة ، والمنح العربية والأجنبية ، والقروض الخارجية ، وفائض ميزان الخدمات إن وجد.

بنية قطاع التجارة الخارجية تفرض على المسؤول الأردني نوعية السياسة التجارية الواجب اتباعها غير الدخول المتسرع في اتفاقيات غير متوازنة للتجارة الحرة باتجاه واحد مع بلدان صناعية متقدمة لا يمكن منافستها.

(الرأي 2016-01-06)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات