حول موقف ترامب من الازمة الايرانية السعودية

تابعت وسائل الاعلام العالمية والعربية تداعيات قيام السعودية باعدام احد قادة الشيعة نمر النمر ورد طهران وحلفائها فالبعض وقف الى جانب المملكة واخرون ضدها فيما اصوات المسؤولين في الشرق والغرب كانت غامضة (مبهمة) وتتسم بالحذر . فيما الدول العربية والاسلامية اخذت مواقف تتساوق ومصالحها, وبكل الاحوال فان المشهد به اهداف نقرأّها بالاتي :
المرشح الامريكي المثير للجدل ترامب قال علنا لمحطة سي ان ان ان ايران تريد ابتلاع السعودية واذا رغبت الاخيرة بدعمها فعليها ان تدفع . وهذا التصريح يلخص موقف الادارة الامريكية واوروبا من الازمة الايرانية السعودية, يريدون تشليح الدول الثرية الخليجية اموالها وتركها ومصيرها. ويستخدمون البعبع الايراني تارة والارهاب تارة اخرى. واذا دققنا في الصمت الاوروبي وخاصة البريطاني والفرنسي وتتبعنا التحليلات الاعلامية للكتاب نلمس بوضوح تحريض من كلا الاتجاهين. ادانة للسعودية على اعدام النمر وادانة لطهران للسماح بحرق السفارة وادانة للهدوء وللدعوة الروسية التركية للثورة وما يمكن رصده هو تاكيد غالبية الكتاب على ان الاسوأ لم يات بعد.
¯ روسيا التي انغمست بالحرب الى جانب النظام السوري في حزب المعارضة المعتدلة ليست مبتهجة للهدوء بين ايران والسعودية رغم عروضها بالوساطة وادانتها لايران بالسماح بحرق سفارة السعودية ونلمس ذلك من اعلامها المحرض على السعودية واتهامها بالارهاب وانها وراء ما يحدث في سورية. بعبارة اوضح الروس يريد التوسط لوقف السعودية عن تزويد المعارضة السورية مقابل تهدئة حلفاء ايران ضدها. اما تركيا فتخشى ان تتورط المنطقة بكارثة حرب دينية تبدأها ايران او السعودية بتحريض خارجي ولدوافع داخلية, وبكل الاحوال فان العاصفة ما زالت محتدمة اعلاميا وسياسيا . وما تصريحات ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقوله ان الحرب مع ايران كارثة الا محاولة لتلطيف الاجواء الملتهبة والتي ما زالت تحرض الطرفين على خطوات اخرى.
> الصمت الاوروبي قابله صمت عربي اسلامي من مصر وباكستان فقد انقسمت وسائل الاعلام في هاتين الدولتين حول تحليل الموقف الدولي لكن هناك شبه اجماع على ان الفتنة السنية الشيعية اخذة في التمدد وان محاولة اخمادها ليست بالامر الهين مع تبني مواقف واضحة من الحادثين (اعدام النمر وحرق السفارة السعودية) . وفي سياق التحليل السياسي.
السعودية ليست راغبة في التصعيد وايران ماضية بمشروع تصدير الثورة وتعلن عدم رغبتها بالتصعيد , وامريكا وروسيا تراقبان وتتطلعان الى ادامة بذور الخلافات, وما يمكن قوله ان الايام القادمة حبلى بالمفاجأت خاصة وان البيت الابيض يتحرك لتحسين مواقعه السياسية والخروج من ازماته الاقتصادية باشعال حرب خليج جديدة باتت تلوح علاماتها في الافق.
(المصدر: الديار الأردنية 2016-01-08)