"التهدئة" لم تسقط

تم نشره السبت 09 كانون الثّاني / يناير 2016 02:32 صباحاً
"التهدئة" لم تسقط
علي حماده

تعرقلت "المبادرة الرئاسية" التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، وربما سقطت بفعل تقاطع معارضة "حزب الله" أي تسوية رئاسية حتى لو كان المطروح "صديق" بشار الأسد النائب سليمان فرنجية، مع رفض الجنرال ميشال عون البحث في أي اسم سواه حتى لو كان جزءا من التحالف العريض لقوى ٨ آذار وأحد أركان الرباعي الماروني، ورفض الدكتور سمير جعجع لفرنجية لأسباب تتعلق أولا بالاصطفاف السياسي، وثانيا بالعداوة المناطقية، وثالثا الامتعاض من خطوة الحريري المنفردة . ورغم هذه التقاطعات الموضوعية ، فإن العائق الأساس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يختصره لا عون ولا جعجع، وانما موقف "حزب الله" الآخذ في الاعتبار مشهداً إقليمياً أوسع من حدود لبنان ، والمتسق تماما مع مشروع الحزب الاساسي القاضي بدفع لبنان - الصيغة المبني على قاعدة ميثاقي ١٩٤٣ و ١٩٨٩ الى الهاوية، من اجل اعادة صوغ لبنان جديد يتوافق مع اهداف "حزب الله" البعيدة.

في السياق المشار إليه يمكن تعيين جملة المواقف التي أطلقها مسؤولون "مأذونون" ضد التسوية الرئاسية، وضد عودة سعد الحريري الى لبنان ، وضد صلاحيات رئاسة الحكومة المنبثقة من الميثاق الثاني ( الطائف) ! ومن هذا المنطلق سيكون غير واقعي أي حديث عن "المبادرة الرئاسية" واعادة تفعيلها في المدى المنظور. فالاشتباك الإقليمي بين السعودية وايران وتداعياته المحلية واقع لا يمكن إغفاله . والتوقيت الإيراني الذي يعبر عنه "حزب الله" في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي حقيقة تفيد بأن أوان التسويات لم يحن بعد . والأجندة اللبنانية البعيدة المدى لـ"حزب الله" والتي تستهدف مؤسسات الدولة برمتها، تمهيدا لطرح مصير النظام برمته على طاولة البحث، لم تتغير ولن تتغير .
استنادا الى ما تقدم، لا رئاسة في المدى المنظور. ولا حتى إعادة تفعيل جدية لعمل الحكومة . فرغم دعوة رئيسها تمام سلام الحكومة الى الانعقاد الخميس المقبل ، فإنها باقية "بطة عرجاء" من دون قدرة حقيقية على انجاز أي ملف ذي جدوى . والاجتماع المقبل للحكومة لا يغير في الواقع : الحكومة الحالية هي في أحسن الأحوال مجلس بلدية !
تبقى مسألة مطروحة : مصير "التهدئة" والاستقرار الداخلي . قصارى القول إن الاشتباك الاقليمي العنيف لن يغير شيئا في المشهد اللبناني ، ما لم يتخذ "حزب الله" قرارا بالخروج من تفاهمات "التهدئة" التي أدت الى ولادة حكومة تمام سلام . وما من مؤشر إلى أن الحزب مقبل على الانقلاب على "التفاهمات" التي تخدمه اكثر مما يتصور كثيرون . أما الفريق الآخر ولا سيما "تيار المستقبل" فلا خيار أمامه سوى الحفاظ على "التهدئة" التي تتوافق ومقاربته السلمية للمشهد السياسي الداخلي . و بناء عليه فإن لبنان "الدولة المعلقة" ، و"النظام المأزوم" يشرف على سنة جديدة لا تختلف كثيرا عن التي انقضت .

(المصدر: النهار 2016-01-09)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات